الخصائص لابن جني،

ابن جني (المتوفى: 392 هـ)

باب فى الاحتياط

صفحة 337 - الجزء 2

  وجمعه بين أم وكيف؟ فالقول أنهما ليسا لمعنى واحد. وذلك أنّ (أم) هنا جرّدت لمعنى الترك والتحوّل، وجرّدت من معنى الاستفهام، (وأفيد) ذلك من (كيف) لا منها. وقد دللنا على ذلك فيما مضى.

  فإن قيل: فهلا وكدت إحداهما الأخرى كتوكيد اللام لمعنى الإضافة، وياءي النسب لمعنى الصفة.

  قيل: يمنع من ذلك أنّ (كيف) لمّا بنيت واقتصر بها على الاستفهام البتّة جرت مجرى الحرف البتة، وليس فى الكلام اجتماع حرفين لمعنى واحد، لأن فى ذلك نقضا لما اعتزم عليه من الاختصار فى استعمال الحروف. وليس كذلك يا بؤس للحرب وأحمرىّ وأشقرىّ. وذلك أن هنا إنما انضم الحرف إلى الاسم، فهما مختلفان، فجاز أن يترادفا فى موضعهما لاختلاف جنسيهما.

  فإن قلت: فقد قال:

  * وما إن طبّنا جبن ولكن⁣(⁣١) *

  وقال:

  * ما إن يكاد يخلّيهم لوجهتهم⁣(⁣٢) *


(١) صدر البيت من الوافر، وهو لفروة بن مسيك فى الأزهية ص ٥١، والجنى الدانى ص ٣٢٧، وخزانة الأدب ٤/ ١١٢، ١١٥، والدرر ٢/ ١٠٠، وشرح أبيات سيبويه ٢/ ١٠٦، وشرح شواهد المغنى ١/ ٨١، ولسان العرب (طبب)، ومعجم ما استعجم ص ٦٥٠، وللكميت فى شرح المفصل ٨/ ١٢٩، وللكميت أو لفروة فى تخليص الشواهد ص ٢٧٨، وبلا نسبة فى جواهر الأدب ص ٢٠٧، وخزانة الأدب ١١/ ٩٤١، ٢١٨، ورصف المبانى ص ١١٠، ٣١١، وشرح المفصل ٥/ ١٢٠، ٨/ ١١٣، والكتاب ٣/ ١٥٣، ٤/ ٢٢١، والمحتسب ١/ ٩٢، ومغنى اللبيب ١/ ٢٥، والمقتضب ١/ ٥١، ٢/ ٣٦٤، والمنصف ٣/ ١٢٨، وهمع الهوامع. وعجزه:

* منايانا ودولة آخرينا*

طبّنا: عادتنا وشأننا.

(٢) صدر البيت من البسيط، وهو لزهير بن أبى سلمى فى ديوانه ص ١٧٠، ولسان العرب (كفت)، (برك)، وتهذيب اللغة ١٠/ ٢٢٩، وتاج العروس (كفت)، (برك)، وبلا نسبة فى المخصص ٦/ ١٦٨. وعجزه:

* تخالج الأمر إن الأمر مشترك*