الخصائص لابن جني،

ابن جني (المتوفى: 392 هـ)

باب فى كثرة الثقيل، وقلة الخفيف

صفحة 402 - الجزء 2

  الأمر كذلك فهلا كثر أخفّ الأثقلين لا أثقلهما (فكان) يكون أقيس المذهبين لا أضعفهما.

  وكذلك قولهم: سرت سوورا⁣(⁣١)، وغارت عينه غوورا، وحال عن العهد حوولا؛ هذا مع عزّة باب سوك الإسحل، وفى غوور وسوور فضل واو، وهى واو فعول: وجواب هذا أن الواو وإن زادت فى عدّة المعتدّ فإن الصوت أيضا (بلينها يلذّ وينعم)، ألا ترى أن غوورا وحوولا وإن كان أطول من سوك وسور فإنه ليس فيه قلق سوك وسور؛ فتوالى الضمتين مع الواو غير (موفّ لك) بلين الواو المنعمة للصوت. يدلّ على ذلك أنهم إذا أضافوا إلى نحو أسيّد حذفوا الياء المحرّكة، فقالوا: أسيدىّ كراهية لتقارب أربع ياءات، فإذا أضافوا إلى نحو مهيّيم لم يحذفوا، فقالوا: مهيّيميّ، فقاربوا بين خمس ياءات لمّا مطل الصوت فلان بياء المدّ. وهذا واضح. فمذهب الكتاب - على شرفه، وعلوّ طريقته - يدخل عليه هذا. وما قدّمناه نحن فيه لا يكاد يعرض شيء من هذا الدخل⁣(⁣٢) له. فاعرفه وقسه وتأتّ له ولا تحرج صدرا به.

  * * *


(١) سار يسور سورا وسئورا: وثب وثار.

(٢) الدّخل: الفساد والعيب.