الخصائص لابن جني،

ابن جني (المتوفى: 392 هـ)

باب فيما يؤمنه علم العربية من الاعتقادات الدينية

صفحة 457 - الجزء 2

  * وأهيج الخلصاء من ذات البرق⁣(⁣١) *

  أى صادفها هائجة النبات (وقوله:

  * فمضى وأخلف من قتيلة موعدا⁣(⁣٢) *

  أى صادفه مخلفا)، وقوله:

  أصمّ دعاء عاذلتى تحجّى ... بآخرنا وتنسى أوّلينا⁣(⁣٣)

  أى صادف قوما صمّا، وقول الآخر:

  فأصممت عمرا وأعميته ... عن الجود والمجد يوم الفخار

  أى صادفته أعمى. وحكى الكسائىّ: دخلت بلدة فأعمرتها، أى وجدتها عامرة، ودخلت بلدة فأخربتها، أى وجدتها خرابا، ونحو ذلك، أو يكون ما قاله الخصم: أن معنى أغفلنا قلبه: منعنا وصددنا، نعوذ بالله من ذلك. فلو كان الأمر على ما ذهبوا إليه منه لوجب أن يكون العطف عليه بالفاء دون الواو، وأن يقال: ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا فاتّبع هواه. وذلك أنه كان يكون على هذا الأوّل علّة للثانى، والثانى مسببا عن الأوّل، ومطاوعا له؛ كقولك: أعطيته فأخذ، وسألته فبذل، لمّا كان الأخذ مسببا عن العطيّة، والبذل مسببا عن السؤال. وهذا من مواضع الفاء لا الواو؛ ألا (ترى أنك) إنما تقول: جذبته فانجذب، ولا تقول: وانجذب، إذا جعلت الثانى مسببا عن الأوّل. وتقول: كسرته فانكسر، واستخبرته


(١) الرجز لرؤبة فى ديوانه ص ١٠٥، ولسان العرب (ثيج) (حجر)، (حير)، (ذرق)، وتهذيب اللغة ٤/ ١٣٤، ٥/ ٢٤١، وتاج العروس (هيج)، (حجر)، (حير)، (ذرق)، ومقاييس اللغة ٦/ ٢٣، والمخصص ١٠/ ١٢٩، وديوان الأدب ١/ ٢٥٤، وبلا نسبة فى جمهرة اللغة ص ٦٩٤، ومقاييس اللغة ٢/ ١٠٠، والمخصص ١٠/ ١٩٨. الخلصاء: موضع. البرق: جمع البرقة، وهى موضع.

(٢) عجز البيت من الكامل، وهو للأعشى فى ديوانه ص ٢٧٧، ولسان العرب (خلف)، (ثوا)، وجمهرة اللغة ص ٦١٥، ومقاييس اللغة ١/ ٣٩٣، ومجمل اللغة ٢/ ٢١٣، وديوان الأدب ٤/ ١٠٩، وتهذيب اللغة ١٥/ ١٦٧، وتاج العروس (خلف)، (ثوى)، وبلا نسبة فى المخصص ١٣/ ٢٦٢.

(٣) تحجّى بآخرنا: أى تسبق إليهم باللوم. اللسان (حجا).