الكامل المنير في إثبات ولاية أمير المؤمنين،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

السقيفة وبيعة أبي بكر

صفحة 104 - الجزء 1

  قال: معاذ الله؛ لا والله.

  فقال: وأنت يا ابن الخطاب؟!.

  قال: لا والله.

  قال: فهل عند أحد منكم عهد من رسول الله عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ؟

  قال الناس: لا.

  قال: فاشهدوا أيها الناس. ثم دخل⁣(⁣١).

  قال: واجتمعت الأنصار إلى سقيفة بني ساعدة ودعت سعد بن عبادة⁣(⁣٢)، واجتمع المهاجرون يقولون: لنا الأمر دُونهم.

  فخرج أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح، فلما تَنَشّر عمر للكلام دفعه أبو بكر وقال: على رسلك ستكفى إن شاء الله ثم قُل بعد كلامي ما بدا لك.


(٣) في (ب، ج): محمَّد بن أبي بكر.

(١) وفي رواية أخرى، وقال العباس بن عبد المطلب: (إنّ رسول الله قد مات وإنّي رأيت في وجهه ما لم أزل أعرفه في وجوه بني عبد المطّلب عند الموت، وقال: هل عند أحدكم عهد من رسول الله ÷ في وفاته فليحدّثنا؟.

قالوا: لا.

فقال: اشهدوا أيها الناس أنّ أحداً لا يشهد على رسول الله بعهد عهد إليه في وفاته). اه. رواه ابن سعد في طبقاته: ٢/ق ٢/ ٥٧، وانظر تاريخ ابن كثير: ٥/ ٢٤٣، السيرة الحلبية: ٣/ ٣٩٠ - ٣٩١، كنز العمال: ٤/ ٥٣، والتمهيد للباقلاني: ص ١٩٢ - ١٩٣. معالم المدرستين: ١/ ١٥٠.

(٢) سعد بن عبادة، سيد الخزرج، قُتل بحوران من أعمال دمشق سنة ١٥ هـ تقريباً. صاحب راية الأنصار في المشاهد كلها، تخلف عن بيعة أبي بكر. وعن بيعه عمر. روى الجوهري عن علي بن سليمان النوفلي: قال: (سمعت أبي يقول: ذكر سعد بن عبادة يوماً علياً بعد يوم السقيفة فذكر أمرءاً من أمره يوجب ولايته، فقال له ابنه قيس بن سعد: أنت سمعت رسول الله ÷ يقول هذا الكلام في علي بن أبي طالب ثم تطلب الخلافة؟! ويقول أصحابك: منا أمير ومنكم أمير؟!. لا كلمتك والله من رأسي بعد هذا كلمة أبداً). أخرج له أبو طالب والجرجاني.