السقيفة وبيعة أبي بكر
  سعى ابن الحضير(١) في الفساد لحاجةٍ ... وأسرع منه في الفساد بشيرُ
  يظنان أنَّا قد أتينا عظيمةً ... وخطبهما فيما يراد صغيرُ
  وما صغرا إلا بما كان منهما ... وخطبهما لولا الفساد كبيرُ
  ولكنه من لا يراقب قومه ... قليلٌ ذليلٌ فاعلما وحقيرُ
  فيا ابن حضير(٢) وابن سعد كلاكما ... بتلك التي تعني الرجال خبيرُ
  ألم تعلما لله درّ أبيكما ... وما الناس إلا أكمَهٌ وبصيرُ
  بِأنَّا وأعداء النبيء كأَننا ... أسود لها في الغابتين زئيرُ
  نصرنا وآوينا النبي وما له ... سوانا من أهل المكّتين نصيرُ
  فديناه بالآباء بعد دمائِنا ... وأموالنا والمشركون حضورُ
  وكنا له في كل أمر يريده ... سِهاماً حداداً ضمّهنَّ جفيرُ
  فكان عظيماً أنني(٣) قلت: منهم ... أميرٌ ومنا يا بشير أميرُ
  وقال حسان بن ثابت(٤):
  لا تنكرنّ قريش فضل صاحبنا ... سعدٍ فما في مقالي اليوم من أودِ
  قالت قريش لنا السلطان دونكم ... لا تطمعن بذاك [القول](٥) من أحدِ
(١) (ب، ج): ابن الحصين.
(٢) (ب، ج): ابن الحصين.
(٣) (ج): أننا.
(٤) حسان بن ثابت الأنصاري الخزرجي من بني النجار، شاعر رسول الله ÷، من فحول شعراء العرب في الجاهلية والإسلام. توفي قبل الأربعين في خلافة علي # وله ١٢٠ سنة، ستون في الجاهلية؛ وستون في الإسلام، فهو مخضرم.