الكامل المنير في إثبات ولاية أمير المؤمنين،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

السقيفة وبيعة أبي بكر

صفحة 110 - الجزء 1

  عمرو حليف بني زهرة، واجتمعت بنو زهرة إلى عبد الرحمن بن عوف وسعد بن وقاص، واجتمعت بنو أميّة إلى عثمان بن عفان، وكانوا جميعاً في المسجد إلا بني هاشم⁣(⁣١).

  فلما أقبل أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح قال لهم عمر: ما لي أراكم حلقاً؟ قوموا فبايعوا أبابكر فقد بايع الناس له.

  فقام عثمان وبنو أميّة فبايعوا، وقام عبد الرحمن وسعد ومن معهما فبايعوا.

  وقام علي بن أبي طالب ومن معه فدخلوا بيت أنس بن مالك، فأرسل أبو بكر إليهم عمر في عصابة فيهم أسيد بن حضير⁣(⁣٢) وسلمة بن أسلم فقالا لهم: قوموا فبايعوا أبا بكر.

  فكرهوا، فخرج الزبير بسيفه فقال عمر: عليكم الكلب. فوثب إليه سلمة بن أسلم فأخذ السيف من يده فضرب به الجدار، وانطلقوا به وبني هاشم فبايعوا، وانطلقوا بعليّ بن أبي طالب وهو يقول: (أنا عبد الله وأخو رسول الله)⁣(⁣٣). حتى انتهوا إلى أبي بكر فقالوا: بايع.

  فقال: أنا أحق بهذا الأمر؛ لا أبايعكم وأنتم أولى بالبيعة لي، أخذتُم هذا الأمر من الأنصار واحتججتم عليهم بنا وبقرابتنا، وتأخذونه منا غصباً!؟


(١) العقد الفريد: ٣/ ٦٤، وراجع كنز العمال: ٣/ ١٤٠، والرياض النضرة: ١/ ١٦٧، وتاريخ ابن شحنة ص ١١٣ بهامش الكامل: ١١/ ١١٣، مروج الذهب: ٢/ ١٠٠.

(٢) أَسيد - بفتح الهمزة وكسر المهملة - وفي الخلاصة: أُسيد - بالضم - بن حضير - بمهملة ثم معجمة مصغر - ابن سماك الأشهلي البدري، أبو يحيى، توفي بالمدينة في شعبان سنة ٢٠ هـ، وقبره بالبقيع. أحد النقباء، أسلم بعد العقبة الأولى. روى عنه أنس، وأبن أبي ليلى.

(٣) خصائص النسائي - ضمن السنن -: ٥/ ١٠٦ - ١٠٧ ح ٨٣٩٥، الرياض النضرة للمحب الطبري: ٣/ ١٠٠، سنن ابن ماجة: ١/ ٤٤ ح ١٢٠، تاريخ الطبري: ٢/ ٥٥ و ٣١٠، فرائد السمطين للجويني: ١/ ٢٤٨، ترجمة الإمام علي (ع) من تاريخ دمشق: ١/ ٦١.منتخب فضائل النبي وأهل بيته (ع): ص ١٣٣.