السقيفة وبيعة أبي بكر
  وقال العباس وعلي لأبي بكر وللأنصار: ألستم زعمتم (للأنصار)(١) أنكم أولى بهذا الأمر لمكان محمَّد عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ، وأعطوكم المقادة، وسلَّمُوا لكم الأمر؟
  فنحن محتجون عليكم بما احتججتم به على الأنصار: نحن أولى برسول الله ÷ حيّاً وميتاً، فانصفوا إن كنتم تخافون الله من أنفسكم، واعرفوا لنا ما عرفته الأنصار لكم، وإلا فبوءُوا بالظلم وأنتم تعلمون.
  فقال عمر لعلي: أيّها الرجل؛ لست بمتروك أو تبايع.
  فقال له علي: احْلِب حلباً لك شطره، اشدد له اليوم ليرده عليك غداً، والله لا أقبل قولك ولا أبايع له(٢).
  فقل للخوارج: أليس قد رد أبو بكر على عمر حين استخلفه بعد أن كره ذلك المهاجرون والأنصار عليه وقالوا: وليت علينا فضاً غليظ القلب ماذا أنت قائل لربّك إذا لقيته؟
  قال أبو بكر: أبالله تخوفوني؟ أقول له: وليت عليهم خير أهلك.
  فقل للخوارج: كيف يكون خير أهل الله وقد عُلِمَ من جهله ما سنوضحه؟
  من ذلك ما رواه(٣) ابن شهاب قال: حدّثني سعيد بن المسيب(٤) عن أبي هريرة(٥) أنّه لما توفي رسول الله ÷ قام عمر بن الخطّاب فقال:
(١) زيادة من نخ (أ).
(٢) رواه أبو بكر الجوهري كما في شرح النهج ٢/ ٢ - ٥.
(٣) نخ (ب): روى.
(٤) سعيد بن المسيب - بضم الميم وفتح المهملة وفتح المثناة التحتية مشددة ثم موحدة - ابن حزن - بفتح الحاء المهملة وسكون الزاي وبالنون - ابن وهب القرشي، أبو محمد المخزومي. ولد لسنتين مضتا من خلافة عمر بن الخطاب، اختلف في تاريخ موته، قيل: ٩٤ هـ، وقيل: ٨٩ هـ، وقيل: ٩١ هـ، وقيل: ٩٢ هـ، وقيل: ١٠٥ هـ، قال الحاكم: أكثر أئمة الحديث على هذا. قال الذهبي: ٩٤ أهواها. روى عنه =