[رواية السلام على علي # بإمرة المؤمنين]
  قال: إن الله يحدث الأمر بعد الأمر، ولم يكن ليجمع الخلافة والنبوة في أهل البيت(١) (٢).
  وروى عباد بن عبد الله عن عمه المؤَمَّل بن إسماعيل وكانت العامة تسمية سيف السنة - وهؤلاء المخالفون لنا ولكم - عن رجل قال:
  دخلنا المدينة(٣) فدخلت مسجد رسول الله ÷ فوجدت حَلَقَةً فيها أبي بن كعب(٤) حوله المهاجرون والأنصار يسألون عن الحلال والحرام فسألته فلم يجبني، ثم أعدت عليه فلم يجبني، ثم أعدت عليه فلم يجبني.
  ثم قلت: سبحان الله! يا أصحاب محمَّد؛ نسألكم فلا تجيبون، فلست أدري أتحسدونا أم(٥) تحقرونا؟
  فقال القوم: سبحان الله! أتقول هذا لسيد المسلمين أبي بن كعب؟
  فقال لهم أُبَي: دعوا الرجل، فلئن سَلِمت إلى الجمعة لأقومنَّ مقاماً، ثم لأقولنَّ مقالاً لا أبالي أقُتِلت فيه أم استحييت.
  هلك أصحاب العقيدة، هلك أصحاب العقيدة، أما إنِّي لا أبكي على ما ضيعوا من أمر دينهم ولكن أبكي على ما ضيعوا من أمر دين محمَّد.
(١) نخ (ب): بيت.
(٢) أنظر: (معالم المدرستين ١/ ١٥٢). المناقب للكوفي، المنير للطبري.
(٣) (ب، ج): أتينا المدينة.
(٤) أُبَي - بضم الهمزة وفتح الموحدة - بن كعب بن قيس الأنصاري الخزرجي النجاري البدري، أبو المنذر، وأبو الطفيل، سيد القراء. شهد العقبة الثانية وبدراً وغيرها من المشاهد. خرج له الشيخان ثلاثة عشر حديثاً، وخرج له الأربعة أيضاً وبعض أئمتنا. والأكثر أنه مات في خلافة عمر بالمدينة ودفن بها. روى عنه ابن بشير، وأبو رافع، والنخعي، والطفيل بن أبي. ومن الصحابة سهل بن سعد، ورافع بن خديج، ورفاعة.
(٥) نخ (ب): أو.