الكامل المنير في إثبات ولاية أمير المؤمنين،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

[مسألة حول حديث: «أرأف أمتي بأمتي أبوبكر» ...]

صفحة 139 - الجزء 1

  (الجواب) فقل للخوارج وغيرهم: نحن نجد الأُمَّة تحتاج إلى القضاء وإلى الفرائض، وإلى معرفة الحلال والحرام، والقرآن، وهذا جميع الدين.

  فهي تحتاج إلى علي [#]⁣(⁣١) في القضاء، وإلى زيد في الفرائض، وإلى معاذ في الحلال والحرام، وإلى [ابن أم عبد]⁣(⁣٢) في القرآن، ولا نجد الأمَّة تحتاج إلى أبي بكر ولا عمر في شيءٍ من أمور الدين أكثر من الرأفة والقوة، وهما أقل شيء عائدة على الخلق.

  فأخبرونا عن حاجة الخلق إليهما في دين الله ما هو؟! فإن الذي ذكرنا لا غِنى بالخلق عنه.

  فإن قالوا: فإن زيداً أولى بالخلافة من علي؛ لأن الخلق يحتاجون إليه للفرائض، وفيها مواريثهم.

  ومعاذ أولى بالخلافة من علي؛ لأن الخلق يحتاجون إليه لمعرفة الحلال والحرام، وفي معرفتهما طلب ثواب الله [تعالى]⁣(⁣٣)، والخوف لعقاب الله⁣(⁣٤).

  [وابن أم عبد]⁣(⁣٥) أولى بالخلافة من علي لمعرفة القرآن؛ لأن فيه الأمر والنهي، وما يحتاج الخلق إليه؟!.


(٣) معاذ بن جبل بن عمرو الخزرجي السلمي، أبو عبد الرحمن، توفي في طاعون عمواس بالأردن سنة ١٨ هـ. كان من أعيان الصحابة في العلم والفتوى، والحفظ للقرآن، أسلم وله ١٨ سنة، شهد العقبة الأخيرة وبدراً، وما بعدها، وبعثه النبي ÷ إلى اليمن يعلم القرآن والأحكام، وكان يزوره في الأسفار، وأخذ بيده، فقال: «يا معاذ! والله إنِّي لأحبُّك»، وكان أمة حنيفاً قانتاً.

(٤) نخ (ب): ابن أم معبد.

(١) من (ج).

(٢) نخ (ب): ابن أم معبد.

(٣) من (ج).

(٤) في (ج) والخوف والعقاب.