الكامل المنير في إثبات ولاية أمير المؤمنين،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

[مسألة حول حديث: «أرأف أمتي بأمتي أبوبكر» ...]

صفحة 140 - الجزء 1

  فقل للخوارج ولمن قال بمقالتهم: هذان رجلان⁣(⁣١) قد سقطا عن الخلافة لغنى الخلق عنهما بإقراركم، وحاجة الخلق إلى هؤلاء [للذي فيهم]⁣(⁣٢)، ونحن مناظروكم فيهم وفي علي بن أبي طالب ليعلم [أيهم] أولى بالخلافة ..

  قد أقررتم أن النبي عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ قال: «أقضاكم علي»⁣(⁣٣)، ولا اختلاف بين الأُمَّة أن القاضي لا يكون قاضياً إلاّ وهو عالم بالحلال والحرام، فمتى اختلف اثنان في حلال وَحَرام قَضَى بينهما في تلك الفريضة.

  ولا يكون قاضياً إلاّ وهو حافظ لكتاب الله، فمتى اختلف اثنان في شيءٍ من كتاب الله قضى بينهما في ذلك، فإن لم يكن عالماً بهذا كله وإلا فبماذا⁣(⁣٤) يقضي؟!


(٥) نخ (ب): ابن أم معبد.

(١) وهما أبا بكر وعمر.

(٢) من (ب، ج) وفي (أ): الذين فيهم.

(٣) وفي الرياض النضرة: ٢/ ١٩٨ وذخائر العقبى: ص ٨٣، قالا فيهما عن أنس، عن النبي ÷ إنه قال: «أقضى أُمّتي عليٌّ». قال أخرجه في المصابيح الحسان. أنظر الرياض النضرة: ٣/ ١٤٧، المناقب للخوارزمي: ص ٨١.

وعن عمر بن الخطاب، قال: أقضانا علي بن أبي طالب. قال أخرجه السلفي. أنظر الرياض النضرة: ٣/ ١٤٧، ذخائر العقبى: ص ٨٣، فتح الباري: ٧/ ٦٠.

وفي مضمون الحديث أيضاً أنظر صحيح البخاري: كتاب التفسير في باب قوله تعالى: {مَا نَنْسَخْ مِنْ ءَايَةٍ أَوْ نُنْسِهَا}⁣[البقرة: ١٠٦]، صحيح ابن ماجة: باب فضائل أصحاب رسول الله ÷ ص ١٤، مستدرك الصحيحين: ٣/ ١٤٦، سنن أبي داود، أسد الغابة: ٤/ ٢٢، طبقات ابن سعد: ج ٢ /القسم ٢/ ص ١٠٢، الاستيعاب لابن عبد البر: ١/ ٨ و ٢/ ٤٦١، سنن البيهقي: ١٠/ ٢٦٩، حلية الأولياء لأبي نعيم: ١/ ٦٥ و ١/ ٦٦، الهيثمي في مجمعه: ٩/ ١٦٥، الرياض النضرة: ٢/ ١٩٨، مرقاة المفاتيح لعلي بن سلطان: ٥/ ١٩٨.

(٤) نخ (أ): فبما.