الكامل المنير في إثبات ولاية أمير المؤمنين،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

[الوصية في أحاديث الصحابة وكلام يدل على أن سلمان وأبا ذر وعمار بن ياسر من شيعة علي #]

صفحة 147 - الجزء 1

  إنما وَاللهِ لو ولّيتموها عليّاً لأكلتم من فوقكم ومن تحت أرجلكم فابشروا بالبلاء، واقنطوا من الرخاء، فقد نابذتكم على سواء، وانقطعت العصمة فيما بيني وبينكم من الولاء.

  أما والله لو أعلم أنِّي أدفع ضيماً أو أعز لله ديناً لوضعت سيفي على عنقي ثم ضربت به قُدماً)⁣(⁣١) مع كلام له كثير في خطبته.

  وأمَّا أبو ذر فلم يزل يدعو إلى بيعة علي قبل بيعة أبي بكر وبعدها، ويذكر فضائل علي وأفاعيل القوم فيذمها حتى أعقبه ذلك أنه نفي إلى ربذة على صعبة من الإبل بغير وطأ حتى قرحَتا إليتاه فمات فيها |(⁣٢).

  وكان من قوله ما رواه أبو خراسَان محمَّد بن عبد الله بن عيسى قال: حدثنا أحمد بن زيد عن أبيه عن زيد بن السكن - وهؤلاء المخالفون لنا ولكم - يرفع الحديث قال:

  رأيت أبا ذر الغفاري محتبساً بحلقة باب الكعبة وهو يقول: أيُّها الناس؛ من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا جندب بن جنادة، أنا أبو ذر الغِفاري، سمعت رسول الله ÷ وهو يقول: «أيُّها الناس؛ لو صمتم حتى تكونوا كالأوتار، وصليتم حتى تكونوا كالحنايا، ولقيتم الله بغير ولاية علي بن أبي طالب لكبكم الله في النار على وجوهكم»⁣(⁣٣).


(١) أنظر المناقب للكوفي: ١/ ٤١٤ ح ٣٢٧، أنساب الأشراف للبلاذري: ص ٥٩١.

(٢) قصة ما وقع بين أبي ذر وعثمان، وخبر نفيه إلى الربذة تجدها في المصادر التالية: شرح النهج لابن أبي الحديد: ٨/ ٢٥٧ - ٢٥٩، مروج الذهب للمسعودي: ٢/ ٣٤٠ - ٣٤١، المستدرك على الصحيحين للحاكم: ٣/ ٣٤٤، الكامل لابن الأثير: ٢/ ٢٨٠.

(٣) وفي (ب، ج): «لكبكم الله في نار جهنم» ... اه، وروى ابن المغازلي الشافعي في كتابه المناقب بسنده عن ابن لعيهة عن أبي الزُّبير قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: كان رسول الله ÷ بعرفات وعليٌّ تجاهه فأومأ إليَّ وإلى عليّ فأقبلنا نحوه وهو يقول: «ادن منِّي يا عليُّ» فدنا منه =