[الوصية في أحاديث الصحابة وكلام يدل على أن سلمان وأبا ذر وعمار بن ياسر من شيعة علي #]
  وأنهم كانوا معه في منزله يوم بيعة أبي بكر حين(١) كرهوا البيعة وسألوه الخروج عليهم، حتى خرج الزبير بسيفه وكره إلاَّ بَيْعَة علي حتى كُسِر سيفه.
  وأمَّا سلمان الفارسي فلم يبايع فوجئت عنقه، وكان من قوله: (كرداد وتكرداد) أي علمتم ولم تعملوا(٢).
[الوصية في أحاديث الصَّحابة وكلام يدل على أن سلمان وأبا ذر وعمار بن ياسر من شيعة علي #]
  وروى في ذلك المخالف لنا ولكم من العامة عن أبي إسماعيل الكوفي عن زاذان(٣) عن سلمان الفارسي أنه قال في خطبته بعد أن حمد الله وأثنى عليه:
  (أمَّا بعد): أيُّها الناس؛ فإنِّي قد أوتيت علماً، ولو أنِّي أخبركم بكل ما أعلم لقالت طائفة منكم: مجنون. وقالت طائفة أخرى: رحم الله قاتل سلمان. ألا وإن لكم منايا تتبعها بلايا، ألا وإن عند علي بن أبي طالب علم المنايا والبلايا، وفصل الخطاب، وهو على سُنَّة هارون بن عمران حين قال له رسول الله عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ: «أنت خليفتي ووصيي في أهلي(٤)، وأنت مني كهارون من موسَى».
(١) (ب): حتى.
(٢) ومثله ما جاء في الأنساب: (قال سلمان حين بويع أبو بكر (كرداذ وناكرداذ) أي علمتم وما عملتهم - لو بايعوا علياً لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم). اه، أنظر أنساب الأشراف للبلاذري: ص ٥٩١.
(٣) زاذان أبو عمر، وقيل: أبو عبد الله الكندي مولاهم، الكوفي، توفي سنة ٨٢ هـ. من مشاهير التابعين، ومن أصحاب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب. خَرَّج له الجماعة إلا البخاري، وأئمتنا الخمسة إلا الجرجاني، وهو المراد أينما ورد مطلقاً في كتب أئمتنا $.
(٤) (ب، ج): أنت خليفتي ووصيي على أهلي.