[سبب امتناع الإمام علي # عن جهاد الخلفاء الثلاثة]
  وأحق من يعز به الإسلام من قتل عُتبة وشيبة ابني ربيعة، والوليد ومرحباً، ويأسر أبطال المشركين، وصناديد قريش، وقد أحجم عنهم عمر وغير عمر من أصحاب رسول الله ÷(١).
  وأحق من يعز به الإسلام من له من المناقب والفضائل من لو قسمت بين أمَّة محمَّد ÷ لأوحلتهم(٢).
[سبب امتناع الإمام علي # عن جهاد الخلفاء الثلاثة]
  وزعمت الخوارج ومن قال بمقالتهم: أن عليّاً كان أشجع من أبي بكر وعمر، وأعز عشيرة، فما منعه أن يجاهدهم كما جاهد طلحة والزبير ومعاوية؟!.
  فقل للخوارج (ومن قال بمقالتهم(٣)): إن القوم اضطروا إلى أمير المؤمنين بعد عثمان؛ إذ لم يجدوا غيره، وهم الذين طلبوه ولم يطلبهم.
  فلما بايعوه ونكثوا عليه لم يسعه إلا جهاد من عَصَاه بمن أطاعه، ولم يكن أحد أطاعه يوم بيعة أبي بكر، فمن يجاهد العاصي إذا لم يجد مطيعاً(٤)؟!
  فإن قالوا: يجاهد بنفسه حتى يكون ذلك له عُذراً.
  فقل لهم: ما بال رسول الله ÷ لم يجاهد المشركين بنفسه حتى يكون ذلك له عذراً؟ وَلِمْ هرب إلى الغار وقد كان أشجع من علي قلباً وأقوى بدناً؟!
  فإن قالوا: لأن الله أمره بذلك، حتى يجد من ينصره ويؤويه(٥).
= انتهى، أنظر كتاب «سيرة المصطفى» لهاشم معروف الحسني: ص ٤٩٥.
(١) (ب، ج): من أصحاب النبي عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ.
(٢) أوحله: أوقعه وغلبه، وأثقله به. اه قاموس.
(٣) زيادة من نخ (أ).
(٤) (ب، ج): إن لم يجد مطيعاً.
(٥) (ب): ويورثه.