الكامل المنير في إثبات ولاية أمير المؤمنين،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

[حديث: لا سيف إلا ذو الفقار، ولا فتى إلا علي]

صفحة 160 - الجزء 1

  فإن قالت الخوارج وغيرهم: هذا حديث باطل، كيف يسأل جبريلُ محمداً: (مَن هذا)، وجبريل بعليٍّ أعرف، فكيف يجهله جبريل؟!

  فقل لهم: لم يجهله؛ (بل) هو به عارف، وله غير منكر؛ ولكن أحب أن يُشهره ويُنوِّه باسمه، ويُعلم الخلق بفضله؛ كقوله تعالى لموسى⁣(⁣١) بن عمران #: {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى}⁣[طه: ١٧]، وهو تبارك وتعالى بها أعلم.

  فقال موسى #: {قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى}⁣[طه: ١٨].

  وإن أحق من يُعزَّ به الإسلام من افتتح خيبر واقتلع بابها فرمى به خلفه أربعين ذراعاً، وكان لا يفتحه إلا أربعون رجلاً.

  وأحق من يعز به الإسلام من فَرَّج عن النبي ÷ وعن أصحابه من عمرو بن عبد ود حين جاز الخندق وجعل ينادي بعمر وأصحابه من أصحاب النبي عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ للمبارزة ورسول الله يقول: «من يكفيني عمرو بن عبد⁣(⁣٢) ود أكفيه حر يوم القيامة؟»، فكفاه الله أمره بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب #.


(١) ويسميه أهل العربية: استفهام تقريري. اه من حاشية (أ).

(٢) عمرو بن عبد ودّ، ويقال: ابن ود، وقد كان عمرو من مشاهير الأبطال ومن ذوي الجرأة من الرجال، وقد قتله الإمام علي # في يوم الخندق، والقصة في ذلك مشهورة، وقالت أم كلثوم - أخت عمرو بن عبد ود - ترثيه وتذكر قتل علي # له:

لو كان قاتل عمرو غير قاتله ... لكنت أبكي عليه دائم الأبد

لكن قاتله من لا يُعاب به ... قد كان يدعى أبوه بيضة البلد

من هاشم في ذراها وهي صاعدة ... إلى السماء تميت الناس بالحسد

قوم أبى الله إلا أن يكون لهم ... كرامة الدين والدنيا بلا لدد

يا أم كلثوم ابكيه ولا تدعي ... بكاء معولة حرّى على ولد

=