[ذكر كتاب الخوارج في الطعن على أمير المؤمنين # وشيعته]
  له، وأحصن لدينه؛ من تكلف ما لا يعنيه، والحق من ذلك المأخوذ به كلما أجمع عليه أهل القبلة من الحلال والحرام، والصلاة، والصيام، وجميع ما أمر الله به ونهى عنه، فإذا أخذوا بذلك كله لم يبق إلا المختلف فيه مِمَّا ليس في كتاب الله ولا سنة نبيه ممَّا قال فيه العلماء بالرأي، والرأي شيءٌ مخوف، وليس على من قال بالرأي حرج حتى يتخذ رأيه ديناً يدين به ويدعو إليه، ويدعي على رأيه أنه أُمِر به، فإذا فعل ذلك ضل وكفر، وليس يجوز لأحد من الأُمَّة ما يجوز للنبي ÷ أنه [لو](١) قال لأحد فيما يسع جهله افعل كذا وكذا فلم يفعل ضل وكفر، وليس ذلك لغيره من الناس، وعلى الناس أن يُصلُّوا على الأنبياء والنبي خاصة ÷، ولا يجوز ذلك لغيره باسمه ولا شخصه، إنما يقال صلى الله عليه، ورحمة الله على فلان إعزازاً للأنبياء وتكرمة لهم عمَّن سواهم من الناس وتفضيلاً؛ لأن الإسلام أصله الشهادة والعلم واليقين أنه لا إله إلا هو وحده لا شريك له وأن محمَّداً عبده ورسوله، ومعرفة الفناء والثواب والعقاب، وأن ما جاء من عند الله حق، وأداء الفرائض في أوقاتها، والكفّ عن الأمور التي لا يسعهم جهلها ولا يستقيم فعلها، وترك البحث والسؤال عمَّا لم يُكلَّف علمه ولم يؤمر به،
  والصلاة على محمَّد النبي وآله وسلم.
  ******************
(١) ورد هذا الحرف في الخطية تحت علامة (ظ) أي ظن. تمت.