[ضغائن الناس لأمير المؤمنين #]
  ثم مَرَّ بأخرى فقال: يا رسول الله؛ ما أحسن هذه الحَدِيْقَة.
  فقال: «يا أبا الحسن؛ حَدِيْقَتُكَ في الجنَّة أحسن منها».
  ثم مَرَّ بأخرى فقال له النبي عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ مثل ذلك حتى مَرَّ بسبع حدائق، كل ذلك يقول له علي مثل ذلك، فيقول له النبي عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ مثل ذلك.
  ثم بكى رسول الله ÷ فقال له علي: ما يبكيك يا رسول الله؟
  فقال: «ضغائن لك في صدور رجال من أُمَّتِي لن يبدوها لك حتى يفقدوني»(١).
  · فقل للخوارج: أليس قد بدت تلك الضغائن لعلي بعد رسول الله # في غير موطن، ولقد جهرت به قريش ونساؤهم؟
  من ذلك قول فاطمة بنت عتبة إذ خطبها علي بن أبي طالب فردته وتزوجت عقيلاً(٢) فقال علي لعثمان: ألا تعجب من قول فاطمة - أي خطبتها - فردتني وتزوجت عقيلاً؟!
  فعاتبها عثمان في ذلك، وكان بينها وبينه دُر.
  فقالت: إن عليّاً قتل الأحبَّة يوم بدر.
(١) المناقب للكوفي: ١/ ٢٣٠ ح ١٤٤، وص ٢٣٦ ح ١٥٠، المصنف لابن أبي شيبة: ج ١٢، تاريخ دمشق: ٢/ ٣٢٧، وابن عساكر في ترجمته: ح ٨٣٤ - ٨٣٦. أنظر هامش مناقب الكوفي: ١/ ٢٣٠ - ٢٣١. تاريخ بغداد للخطيب البغدادي: ١٢/ ٣٩٨، كنز العمال للمتقي: ٦/ ٤٠٨، مجمع الزوائد للهيثمي: ٩/ ١١٨.
(٢) عقيل بن أبي طالب بن هاشم، أسلم يوم بدر هو والعباس ونوفل بن الحارث - كما في رواية الإمام أبي طالب -. شهد مؤتة، وكان أنسب قريش، وقال له النبي ÷: «إنِّي أحبُّك حبين: لحب أبي طالب، وحبِّي إيّاك». رواه الجرجاني، وابن عبد البَّر، وابن أبي الحديد. له أحاديث رواها عنه ابنه محمد والحسن البصري، توفي في خلافة معاوية. أخرج له أبو طالب، والجرجاني، والنسائي، وابن ماجة، وله ذكر في مجموع زيد بن علي في الوكالة.