[ضغائن الناس لأمير المؤمنين #]
  · ومما حفظ أهل العلم من المخالف لنا ولكم الحديث الذي يرفع إلى عبد الله بن عباس - وهو عندكم ممَّن طعن على علي يوم هرب بجباية البصرة إلى الطائف - عن عائشة عند وفاة النبي ÷؛ إذ ذكروا أنه أمر أبا بكر بالصلاة، أن عائشة قالت:
  أقبل رسول الله ÷ عاصباً رأسه يخط الأرض برجليه يتهادى بين أُسامة بن زيد، والفضل بن العباس، ورجل آخر كرهت عائشة أن تسميه.
  فقيل لعبد الله بن العباس: من الرجل الذي كرهت عائشة أن تسميه؟
  قال: هو علي بن أبي طالب.
  فقيل له: وما الذي منعها أن تسميه؟!
  قال: إن نفسها لم تطب له بخير(١).
  · ومما روى أهل العلم المخالفون لنا ولكم: أن عبد الله بن عمر بن الخطاب أتى الحجاج بن يوسف ليلاً فَدَقَّ عليه بابه، فلما دخل قال: أبسط يدك أبايعك عن عبد الملك بن مروان؛ فإنِّي سمعت رسول الله عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ يقول: «من مات ليلته وهو لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية»(٢).
(١) طبقات ابن سعد: ٢/ ٢٣٢، معالم المدرستين: ١/ ٣٣٠).
(٢) قال الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين ~: (إذا كان في عصر هذا الإنسان إمام قائم زكي تقي علم نقي فلم يعرفه ولم ينصره وتركه وخذله ومات على ذلك مات ميتة جاهلية، فإذا لم يكن إمام ظاهر معروف باسمه مفهوم بقيامه فالإِمام الرسول والقرآن وأمير المؤمنين، وممن كان على سيرته وفي صفته من ولده فتجب معرفة ما ذكرنا على جميع الأنام إذا لم يعلم في الأرض في ذلك العصر إمام ويجب عليهم أن يعلموا أن هذا الأمر في ولد الرسول ÷ خاصاً دون غيرهم، وأنه لا يعدم في كل عصر حجة لله يظهر منهم إمام يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، فإذا علم كل ما ذكرنا وكان الأمر عنده على ما شرحنا ثم مات فقد نجا من الميتة الجاهلية وما على الميتة المليَّة، ومن جهل ذلك ولم يقل به ولم يعتقده فقد خرج من الميتة المليَّة ومات على الميتة الجاهلية. هذا تفسير =