الكامل المنير في إثبات ولاية أمير المؤمنين،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

[جملة من قتلهم الإمام علي # ببدر، وأحد، والخندق]

صفحة 167 - الجزء 1

  ولقد تَلَهَّفَ يزيد بن معاوية على قتل مَنْ قتل علي بن أبي طالب من بني أُميَّة يوم أُحُد، ويوم بدر مثل: عتبة وشيبة ابني ربيعة، والوليد بن عتبة وغيرهم، فأورثتهم تلك الضغائن من بني أُميَّة أبناؤهم وفي سائر قريش، فما زال يطلب يزيد بتلك الأوتار، ويرجو إدراكها من رسول الله ÷؛ حتى أوقع بِحرم رسول الله عَلَيْهِ وَآلِهِ السلام، وبأهل الحرَّة ما أوقع، ولم ينكر ذلك عليه أحد من قريش ولا غيرها؛ حتى تمثل في ذلك بشعر ابن الزبعرى بعد أن قتل الحسين # وثمانية عشر من أهل بيته فقال - عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين - متمثلاً مفتخراً بذلك:

  ليت أشياخي ببدر شهدوا ... جزع الخزرج من وقع الأسل

  يوم حلت بفناء بركها ... واستحر القتل من عبد الأشل⁣(⁣١)

  لأهلّوا واستهلّوا فرحاً ... ثم قالوا يا يزيد لا شلل

  لست من خُندف إن لم أنتقم ... من بني أحمد ما كان فعل⁣(⁣٢)

  فأخبر - عدو الله وابن عدوه، وابن ابن عدوه - أنه قد أدرك ثأره من رسول الله ÷ في ولده وأهل بيته بقتل من قتله علي بن أبي طالب # من بني أُميَّة ببدر وأحُد، (و)⁣(⁣٣) لم ينكر ذلك على يزيد أحدٌ من الأُمَّة؛ لا من قريش، ولا من غيرها.


(١) (ب، ج): في عبد الأشل.

(٢) وفي حاشية (ب): وقيل: إن منها:

لَعبت هاشم بالدين فلا ... خبر جاءَ ولاَ وحيٌ نَزَل

(٣) زيادة من نخ (أ).