[إحتجاجه # بفضائله يوم الشورى بالقرآن والسنة]
  فقل للخوارج: إن كان الأمر على ما ذكرتم فَلِم خلعتم عثمان وقتلتموه، وطرحتموه على المزبلة، فأقام ثلاثة أيام مطروحاً لم يُقبر، يأتي إليه الصبيان فيضربون بطنه وهم يقولون:
  أبا عمرو أبا عمرو ... رماك الله بالجمرِ
  فما تصنع بالمالِ ... إذا أُدلِيت(١) في القبرِ
  هذا بعد أن أقام محصوراً أربعين ليلة يستغيث بعلي وبمعاوية وبالخوارج وغيرهم، لم يغثه أحد.
  وزعمت الخوارج: أن عليّاً دخل في الشورى وكان أحدهم راضياً بذلك، فصيَّرُوا أمرهم إلى عثمان بن عفان.
  فليس للخوارج ولا لمن قال بمقالتهم في دخول علي في الشورى حُجَّة؛ (بل) الحُجَّة كانت لعليٍّ رَحْمَةُ اللهِ عليه بما قد احتج به على أصحاب الشورى(٢)، وبما نحن محتجون به، لا يدفعه إلا جاهل ومعاند؛ إذ لم تكن الشورى فرضاً من الله ø، ولا سنَّة من النبي ÷؛ وإنما دخل عليٌّ معهم ليحتج عليهم ويذكِّرهم حقَّه الَّذي أنزل الله ø فيه من الآيات الواضحات، التي لا يدعيها أحدٌ غيره، ولم يدعها أحدٌ لنفسه.
  [فمن](٣) ذلك: قول الله تبارك وتعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ [وَالَّذِينَ آمَنُوا] ..}(٤) [المائدة: ٥٥] الآية؛ لا اختلاف(٥) بين الأُمَّة أنها نزلت في علي [#](٦)، ولم يدّعها أحد غيره(٧).
(١) نخ (أ): دليت.
(٢) (ب): بما احتج به عليٌّ على أصحاب الشورى.
(٣) من (ج)، وفي (أ، ب): ومن.
(٤) ما بين المعقوفين من (ج).