الكامل المنير في إثبات ولاية أمير المؤمنين،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

[حديث المناشدة]

صفحة 182 - الجزء 1

  قال: أفيكم من سَمَّاه الله في كتابه مؤمناً، وسمى عدوه وهو [الوليد بن] عُقبة بن أبي معيط فاسقاً⁣(⁣١)، غيري؟

  قالوا: اللهمَّ لا.

  قال: أفيكم من قال جبريل لرسول الله عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ بأمر الله: (لا يؤدِّي عنك سورة براءة إلا رجل هو منك وأنت منه). قال النبي عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ: «فمن يا جبريل ذلك؟» قال: (علي بن أبي طالب). فدفعها إليَّ رسول الله وأمرني بردّ أبي بكر⁣(⁣٢)؟

  قالوا: اللَّهُمَّ لا.

  قال: أفيكم من قال له رسول الله ÷: «هذا سيّد العرب»⁣(⁣٣) غيري؟


(١) روى ابن جرير الطبري بسنده عن عطاء بن يسار قال: نزلت بالمدينة في علي بن أبي طالب # والوليد بن عقبة بن أبي معيط، كان بين الوليد وبين علي # كلام، فقال الوليد بن عقبة: أنا أبسط منك لساناً، وأحد منك سناناً، وأرد منك للكتيبة، فقال علي #: اسكت فإنَّك فاسق، فأنزل الله فيهما: {أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ ١٨ أَمَّا الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ١٩ وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ}⁣[السجدة/١٨ - ٢٠].

وذكره الزمخشري أيضاً الكشاف في تفسير الآية في سورة السجدة، وذكره السيوطي في الدر المنثور في تفسير الآية، وذكره الواحدي في أسباب النزول: ص ٢٦٣.

وممن ذكر أنها نزلت في علي والوليد بن عقبة السيوطي في الدر المنثور في تفسير الآية في سورة السجدة، والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد: ١٣/ ٣٢١، والمحب الطبري في الرياض النضرة: ٢/ ٢٠٦.

(٢) مسند أحمد: ١/ ١٥١، صحيح الترمذي: ٢/ ١٨٣، خصائص النسائي: ص ٢٠، تفسير ابن جرير: ١٠/ ٤٦ - ٤٧، مستدرك الصحيحين: ٣/ ٥١، مسند أحمد بن حنبل: ١/ ٣ و ٣٣٠، كنز العمال: ١/ ٢٤٦ و ٦/ ٣٣٩، ذخائر العقبى للمحب الطبري: ص ٦٩، مجمع الزوائد للهيثمي: ٩/ ١١٩، تفسير الدر المنثور للسيوطي: ٣/ ٢١٩ - ٢١٠. معالم المدرستين لمرتضى العسكري: ١/ ٢١٣ - ٢١٤.