الكامل المنير في إثبات ولاية أمير المؤمنين،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

[بعض معجزاته ÷]

صفحة 209 - الجزء 1

  وأما قولهم: إن رسول الله ÷ لم يكن يعلم الغيب، واحتجوا بقول الله ø: {وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنْ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِي السُّوءُ}⁣[الأعراف: ١٨٨].

  ففهمت الخوارج هذه الآية وتأويلها على الطعن على محمَّد ~ وَآلِهِ، وتركوا ما أكرمه الله به ÷ من اطلاعه إيَّاه على غيبه إذ يقول تبارك وتعالى؛ إذ تفرَّد بالغيب واستثنائه نبيّه في كتابه الناطق على لسان نبيِّه الصادق: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا}⁣[الجن: ٢٦]، [ثم استثنى تبارك وتعالى فقال⁣(⁣١)]: {إِلاَّ مَنْ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا}⁣[الجن: ٢٧].

  فسل الخوارج: من هذا المستثنى في علم الغيب: أرسول الله ~ وَآلِهِ؟ أم ذو الثدَيَّة؟.

  وسلهم: من قال الله فيه: {ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ ٢٠ مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ}⁣[التكوير: ٢٠ - ٢١] من هذا المطاع الأمين الذي كانت تطيعه الشجر والوحوش⁣(⁣٢) والهوام ولا يعصيه شيءٌ ممَّا يدل الخلق عليه؟.

[بعض معجزاته ÷]

  من ذلك أنه قال للشجرتين حين أراد القعود بينهما: «أقبلا» فأقبلتا تخطان الأرض خطاً حتى قعد بينهما، ثم قال: «ارجعا» فرجعتا⁣(⁣٣).


(١) زيادة من نخ (ب).

(٢) نخ (أ): الوحش.

(٣) صحيح البخاري: كتاب بدء الخلق - باب انشقاق القمر -، بسندين عن أنس بن مالك وعن عبد الله، وفي كتاب التفسير - باب قوله تعالى: {وَانْشَقَّ الْقَمَرُ}⁣[القمر: ١]، صحيح الترمذي: ٢/ ٢١١، بسندين عن أنس وعن جبير بن مطعم، مسند أحمد بن حنبل: ١/ ٤١٣، صحيح مسلم: كتاب الزهد - باب حديث جابر الطويل روى بسنده عن عبادة بن الوليد.