[الفرق بين الإيمان والائتمان]
  وزعموا: أن رسول الله ÷ لم يكن يعلم الغيب، واحتجوا بقول الله ø: {وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنْ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِي السُّوءُ}[الأعراف: ١٨٨].
  وزعموا: أن أحداً لو يعلم(١) الغيب لعلمته ملائكة الله المقربون(٢).
  ولعَمْرِي ما قالت الشيعة ولا أحد من الخلق أن عليّاً يعلم الغيب.
  الجواب في ذلك قول الشيعة:
  إنَّ لله تبارك وتعالى عِلْمين؛ عِلم لم يُطْلِع عليه ملكاً مقرباً، ولا نبياً مرسلاً.
  وعِلم أطلع عليه من شاء من أنبيائه المرسلين.
  وقد أعلم تبارك وتعالى من أنبيائه من الغيب ما لم يُعلمه ملائكته.
  هذا آدم # نبي الله قد علم من الغيب ما لم تعلمه الملائكة، قوله تبارك وتعالى: {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا}[البقرة: ٣١] وكانت الأسماء ممَّا غَيَّبَ الله علمها عن الملائكة، ثم عرضهم(٣) على الملائكة فقال: {أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاَء إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ}[البقرة: ٣١]، فتبرؤا من علم الغيب الذي علمه آدم ولم يعلموه، فكان من قولهم: {سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ}[البقرة: ٣٢].
  قال الله: {يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ}[البقرة: ٣٣]، فأعلمهم أن علم آدم من علم الغيب.
(١) نخ (أ): علم.
(٢) في (ج): المنزلون.
(٣) نخ (ب): عرضه.