[6 - المرأة اليهودية وبيعها سلمان الفارسي من رسول الله ÷]
  · وقوله عَلَيْهِ وَآلِهِ السلام: «من زارني بعد وفاتي فكأنما زارني في حياتي»، فكل زائر يزوره من الخلق بعد وفاته فهو يعرفه باسمه واسم أبيه، وفي أي بلد هو لا تنكر الأُمَّة هذا، وأنه يشهد له يوم القيامة.
  · فإن أنكرت الخوارج ذلك فلم لم تنكر الحديث المشهور الذي نقلته الأُمَّة من أهل العلم: أن الله تبارك وتعالى أخذ مواثيق العباد فصيرها في الركن ليحتج به على الخلق يوم القيامة على أنه حجر لا يسمع، ولا يبصر، ولا ينطق، فليس من أحد يطوف بالبيت إلا وهو يستلم الركن، أو يقوم بحذائه إن لم يقدر على استلامه فيشير إليه ويقول: (اللَّهُمَّ أمانتي أدّيتها، وميثاقي تعاهدته، ليشهد لي بالموافاة).
  ولا اختلاف بين الأُمّة أنه يؤتَى بالركن يوم القيامة فيُقعد على منبر من نور فينطق بلسان ذلق، فيشهد لجميع من وافاه من الخلق منذ أنزله الله ø إلى البيت إلى يوم القيامة، يعرّفهم بأسمائهم وأنسابهم(١)، هذا على أنه حجر لا يسمع، ولا يبصر، ولا
(١) روى الحاكم في المستدرك بسنده عن أبي سعيد الخدري قال: حججنا مع عمر بن الخطاب فلما دخل الطواف استقبل الحجر فقال: إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله ÷ قبَّلك ما قبتلك، ثم قبله. فقال له علي بن أبي طالب #: بلى يا عمر إنه يضر وينفع. قال: بم؟ قال: بكتاب الله تبارك وتعالى، قال: وأين ذلك من كتاب الله؟ قال: قال الله ø: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي ءَادَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى}[الأعراف: ١٧٢]، خلق الله آدم ومسح على ظهره فقرّرهم بأنه الرب وأنهم العبيد، وأخذ عهودهم ومواثيقهم، وكتب ذلك في رق وكان لهذا الحجر عينان ولسان فقال له: إفتح فاك. قال: ففتح فاه فألقمه ذلك الرق وقال: إشهد لمن وافاك بالموافاة يوم القيامة. وإني أشهد لسمعت رسول الله ÷ يقول: «يؤتى يوم القيامة بالحجر الأسود له لسان ذلق يشهد لمن سمعه بالتوحيد». فهو يا عمر يضر وينفع، فقال عمر: أعوذ بالله أن أعيش في قوم لست فيهم يا أبا الحسن. اه، أنظر مستدرك الصحيحين للحاكم: ١/ ٤٥٧، فضائل الخمسة للفيروز آبادي: ٢/ ٢١٢ - ٢١٣، صحيح البخاري: كتاب الحج - باب ما ذكره في الحجر الأسود - بسنده عن عباس بن ربيعة، صحيح الترمذي: ٢/ ١٦٣، صحيح النسائي: ٢/ ٣٧، سنن أبي داود: ١١/باب تقبيل الحجر، مسند =