الكامل المنير في إثبات ولاية أمير المؤمنين،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

[إخباره # بما يجري من أمر الخوارج، وطلبه لذي الثدية]

صفحة 233 - الجزء 1

  ثم قال: (الحمد لله الذي قتلك يا عدو الله وعجَّل بك وأصحابك⁣(⁣١) إلى النار).

  وقد كانت الخوارج خرجوا عليه قبل ذلك بحرورا بجانب الكوفة اثنَي عشر ألفاً فأتوه بخبرهم فخرج إليهم في الناس وعليه إزار ورداء راكباً بغلةرسول الله [÷]، فقال الناس: يا أمير المؤمنين: تخرج إليهم في إزار ورداء إن القوم شاكون في السلاح؟

  فقال: إنه ليس يوم قتالهم؛ ولكنهم سيخرجون علي في قابل بالنهروان أربعة آلاف يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية.

  فلما برز إليهم بحرورا قال لهم: ارضوا بمائة منكم.

  ثم قال للمائة: ارضوا بخمسين منكم.

  ثم قال: ارضوا بعشرين، ثم قال: ارضوا بعشرة، ثم قال: ارضوا برجل.

  ثم قال: ليس اليوم أوان قتالكم، وستفترقون حتى تصيروا أربعة آلاف وتخرجوا عليَّ قليلاً في مثل هذا الشهر، في مثل هذا اليوم؛ فأخرج إليكم أنا وأصحابي فأقاتلكم حتى لا يبقى منكم مخبر؛ والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لهكذا أخبرني أخي - ~ وَآلِهِ.

  قال: فافترقوا حتى صاروا أربعة آلاف كما قال أمير المؤمنين فقتلهم حتى ما بقي منهم رجل⁣(⁣٢).


(١) في (ب): وبأصحابك.

(٢) أنظر المناقب لابن المغازلي الشافعي: ص ٥٦ - ٥٨ ح ٨٦ و ٨٧، وص ٢٥١ - ٢٦٠ ح ٤٦٠ - ٤٦٢، ومجمع الزوائد للهيثمي: ٦/ ٣٤١، وراجع أخبار الخوارج في تاريخ الطبري، وابن الأثير، وابن كثير، وفي غيرها من كتاب التاريخ. وللأحاديث عن رسول الله ÷ في ذلك أنظر صحيح البخاري: كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: {تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ ...}⁣[المعارج/٤]، صحيح مسلم: كتاب الزكاة، باب ذكر الخوارج وصفاتهم، ح ١٤٣ و ١٤٤ و ١٤٥ و ١٤٦، ميزان الاعتدال ٢/ ٢٦٣، لسان الميزان لابن حجر العسقلاني: ٤/ ٣٦٢ رقم ٦١٠١، مسند أحمد بن حنبل: ١/ ٧٨، سنن أبي داود: ٣/ ٢٤٢ ح ٤٧٦٣، مجمع الزوائد للهيثمي: ٦/ ٢٣٩، الإصابة لابن حجر العسقلاني: =