[إن هذا لفي كتاب الله؟!]
[إنَّ هذا لفي كتاب الله؟!]
  فسل الخوارج ومن قال بمقالتهم: ما حجتهم على من خالفهم فقال: بأي فضيلة استوجب عمر بن الخطاب هذه العلامات والدلائل والعجائب مع روايته في نفسه وإقراره عليها ما روته الأُمَّة عنه؛ من ذلك قوله يوم توفي رسول الله ÷ فقال الناس: مات رسول الله.
  فقال عمر: [لا(١)] والله! ما مات رسول الله؛ ولكنه أُرسِل كما أُرسِل موسى بن عمران فلبث في قومه أربعين يوماً، وإنِّي لأرجو أن يُقَطّع أيدي قوم وأرجلهم يقولون: إن رسول الله مات.
  قال أبو بكر: يا أبا حفص؛ بَلَى قد مات رسول الله(٢)، أليس الله يقول في كتابه: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ}[الزمر: ٣٠]؟
  فقال عمر: إن هذا لفي كتاب الله؟!
  قال أبو بكر: نعم.
  فضرب عمر بدرته الأرض وقال: مات والله رسول الله(٣).
(١) زيادة من نخ (أ).
(٢) في (ج): قال أبو بكر: بلى قد مات رسول الله ÷ يا أبا حفص.
(٣) وفي مصادر أخرى: تلا أبو بكر قوله تعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ ..} الآية [سورة آل عمران: الآية: ١٤٤]. أنظر الغدير للأميني عن شرح المواهب للزرقاني: ٨/ ٢٨١، الطبقات لابن سعد: ٢/القسم ٢/ ٥٤، تاريخ الطبري: ١/ ١٨١٧ - ١٨١٨، تاريخ ابن كثير: ٥/ ٢٤٣، السيرة الحلبية: ٣/ ٣٩٢. معالم المدرستين: ١/ ١٤٩ - ١٥٠. وراجع ابن ماجة: ح ١٦٢٧، والآية: ١٤٤ من سورة آل عمران.