الكامل المنير في إثبات ولاية أمير المؤمنين،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

[الجواب على زعم الخوارج: أن قول الشيعة في علي # كقول النصارى في عسيى بن مريم @]

صفحة 254 - الجزء 1

  الله نبيَّه عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ على القتل، والصلب، والحريق، والظلم، ومنع الحقوق إلى يومنا هذا مع قول النبي عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ: «لا تُصلُّوا عليَّ صلاةً بتراء»⁣(⁣١).

  فقيل: يا رسول الله! وما الصلاة البتراء؟

  قال: «أن تُصلُّوا عليّ وحدي؛ ولكن صَلُّوا عليَّ وعلى أهل بيتي فقولوا: اللَّهُمَّ صلِّ على محمَّدٍ وعلى آل محمَّدٍ، وبارك على محمَّدٍ وعلى آل محمَّدٍ، كما صَلَّيت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميد مجيد»⁣(⁣٢).

[الجواب على زعم الخوارج: أن قول الشيعة في علي # كقول النصارى في عسيى بن مريم @]

  وزعمت الخوارج ومن قال بمقالتهم أن مثل الشيعة في قولهم في علي بن أبي طالب كمثل النصارى في قولهم في عيسى بن مريم #؛ ادعت النصارى أن عيسى إله، وادعت الشيعة أن علياً إله؛ فقد نفى عيسى ذلك عن نفسه فتعالى الله عمَّا يقولون علواً كبيراً.


(١) وفي الصواعق المحرقة: قال ÷: «لا تصلوا عليّ الصلاة البتراء، فقالوا: وما الصلاة البتراء؟ قال: تقولون: اللَّهُمَّ صلِّ على محمَّد وتمسكون؛ بل قولوا: اللَّهُمَّ صلِّ على محمَّد وعلى آل محمَّد». أنظر الصواعق المحرقة لابن حجر: ص ٨٧، وفضائل الخمسة للفيروز آبادي: ١/ ٢٦٨).

(٢) صحيح البخاري: كتاب الدعوات، في باب الصلاة على النبي ÷، صحيح مسلم: كتاب الصلاة في باب الصلاة على النبي ÷ بعد التشهد، صحيح الترمذي: ٢/ ٢١٢، صحيح النسائي: ١/ ١٩٠، صحيح ابن ماجة: كتاب الصلاة، ص ٦٥، فتح الباري في شرح صحيح البخاري: ١٣/ ٤١١، مستدرك الصحيحين للحاكم: ١/ ٢٦٩، تفسير ابن جرير الطبري: ٢٢/ ٣١، مسند أحمد بن حنبل: ٥/ ٣٥٣، سنن البيهقي: ٢/ ١٤٧، سنن الدار قطني: ص ١٣٥، تاريخ بغداد للخطيب البغدادي: ١٤/ ٣٠٣، كنز العمال للمتقي: ١/ ٢١٥ و ٢١٧ و ١٢٤، و ٣/ ١٥، و ٤/ ١٠٤، الصواعق المحرقة لابن حجر: ٨٧ / مسند الشافعي: ص ٢٣.