الكامل المنير في إثبات ولاية أمير المؤمنين،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

[في نحل رسول الله ÷ ابنته فاطمة فدك والعوالي]

صفحة 261 - الجزء 1

  فإن قالوا: إن وصيه أبو بكر والشاهدان على قوله: «ما تركناه صدقة» عمر بن الخطاب، وأبي عبيدة بن الجراح.

  فقل لهم: أمَّا الوصيَّة فلم يدعها أبو بكر، ولم يدعها أحد من الأُمَّة برواية مأثورة.

  وأمَّا شهادة عمر وأبو عبيدة فقد شهد عليٌّ، وابناه الحسن والحسين، وأم أيمن، في فدك بخلاف شهادة عمر، وأبي عبيدة، أنها لفاطمة نِحل⁣(⁣١) (⁣٢) من رسول الله ÷.

  ولا خلاف⁣(⁣١) بين الأُمَّة أن فدكاً⁣(⁣٤) من تركة رسول الله عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ؛ فلا تخلو أن تكونَ إحدى الشهادتين حقاً، والأخرى باطلاً، وأن يكون رسول الله عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ أشهد عمر وأبا عبيدة بخلاف ما أشهد به عليّاً، وفاطمة، والحسن، والحسين، وأم أيمن؛


(١) نخ (أ): نحلة.

(٢) النِحل: العطيَّة والهِبة.

(٣) (ب، ج) ولا اختلاف.

(٤) فدك: قرية بالحجاز، بينها وبين المدينة يومان، وقيل: ثلاثة، أفاءها الله على رسوله ÷ في سنة سبع صلحاً، وذلك أنّ النبيّ ÷ لمّا نزل خيبر، وفتح حصونها، ولم يبق إلا ثلاث، واشتدّ بهم الحصار، راسلوا رسول الله ÷ يسألونه أن ينزلهم على الجلاء وفعل، وبلغ ذلك أهل فدك، فأرسلوا إلى رسول الله ÷ أن يصالحهم على النصف من ثمارهم وأموالهم، فأجابهم إلى ذلك، فهي ممّا لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب، فكانت خالصة لرسول الله ÷.

وفيها عين فوّارة، ونخيل كثيرة، وهي التي نحلها رسول الله ÷ فاطمة صلوات الله عليها. ولمّا قالت فاطمة &: إن رسول الله نحلنيها، قال أبو بكر: أُريد لذلك!. الخبر، أنظر معجم البلدان: ٤/ ٢٣٨.