[شبهات وردود]
  فإن كان فعل - وحاشاه ~ وَآلِهِ - أن يُشهد قوماً بخلاف ما يُشهد(١) به آخرين فيدعهم في التباس وشبهة يخرجون فيها إلى الخصومة.
  فإن قالوا: فإن شهادة علي والحسن والحسين لا تجوز لأنهم يجرُّون إلى أنفسهم، وأم أيمن لا تجوز شهادتها وحدها لأنها امرأة.
  فقل لهم: فأخبرونا عن رسول الله عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ لو أشهده رجل من أُمته على وصيته وحده أكانت تجوز شهادته؟
  فإن قالوا: لا. كفروا.
  وإن قالوا: نعم؛ لأنه الشاهد على الخلق، والحاكم عليهم.
  فقل: وكذلك عليٌّ الشاهد على الخلق، والحاكم عليهم؛ لأن عليّاً من رسول الله عليه وَآلِهِ السلام ورسول الله منه وذلك قول الله تبارك وتعالى: {[فَقُلْ](٢) تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ}[آل عمران: ٦١].
  فدعا رسول الله [÷](٣) من الأبناء الحسن والحسين، ومن النساء فاطمة الزهراء، ومن الأنفس علياً #.
  فنفس رسول الله عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ لا تشهد بالزُّور، ولا تعمل بالخطأ، ولا يفضلها(٤) أحد من المخلوقين.
  وقد قال الله تبارك وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ}[الحجرات: ١]؛ فمن قدم على عليّ فقد قدم على رسول الله؛ إذ سماهما الله نفساً واحدة.
(١) نخ (أ): أشهد.
(٢) ما بين المعقوفين تصويب؛ ففي (أ): قل.
(٣) من (ج).
(٤) (ب): لا يعضلها.