الكامل المنير في إثبات ولاية أمير المؤمنين،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

[شبهات وردود]

صفحة 262 - الجزء 1

  فإن كان فعل - وحاشاه ~ وَآلِهِ - أن يُشهد قوماً بخلاف ما يُشهد⁣(⁣١) به آخرين فيدعهم في التباس وشبهة يخرجون فيها إلى الخصومة.

  فإن قالوا: فإن شهادة علي والحسن والحسين لا تجوز لأنهم يجرُّون إلى أنفسهم، وأم أيمن لا تجوز شهادتها وحدها لأنها امرأة.

  فقل لهم: فأخبرونا عن رسول الله عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ لو أشهده رجل من أُمته على وصيته وحده أكانت تجوز شهادته؟

  فإن قالوا: لا. كفروا.

  وإن قالوا: نعم؛ لأنه الشاهد على الخلق، والحاكم عليهم.

  فقل: وكذلك عليٌّ الشاهد على الخلق، والحاكم عليهم؛ لأن عليّاً من رسول الله عليه وَآلِهِ السلام ورسول الله منه وذلك قول الله تبارك وتعالى: {[فَقُلْ]⁣(⁣٢) تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ}⁣[آل عمران: ٦١].

  فدعا رسول الله [÷]⁣(⁣٣) من الأبناء الحسن والحسين، ومن النساء فاطمة الزهراء، ومن الأنفس علياً #.

  فنفس رسول الله عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ لا تشهد بالزُّور، ولا تعمل بالخطأ، ولا يفضلها⁣(⁣٤) أحد من المخلوقين.

  وقد قال الله تبارك وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ}⁣[الحجرات: ١]؛ فمن قدم على عليّ فقد قدم على رسول الله؛ إذ سماهما الله نفساً واحدة.


(١) نخ (أ): أشهد.

(٢) ما بين المعقوفين تصويب؛ ففي (أ): قل.

(٣) من (ج).

(٤) (ب): لا يعضلها.