[شبهات وردود]
  فلو تدبرت الخوارج كتاب الله تعالى، واقتصروا على أمره ونهيه، وفزعوا بما لم يعلموا من العلم والدِّين إلى من أُمروا أن يفزعوا إليه عند اشتكال الأمور عليهم(١)، وتشبهها لهم، ولم يقيموا أَئمةً لم يؤمروا بإقامتهم، وقلّدوا دينهم ما لم يؤمروا بتقليده رجالاً موَّهوا عليهم؛ يحلّون لهم الحرام، ويحرمون عليهم الحلال؛ كان أسلم لهم في دينهم ودنياهم، وأرضى لخالقهم(٢)؛ ولكن قول الله تبارك وتعالى أصدق إذ يقول: {وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ}[يونس: ١٠١].
  وفقنا الله تعالى وإيَّاك لطاعته، وحجزنا وإيِّاك عن معصيته بعصمته، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته، وصلواتُ الرؤوف الرِّحيم ربنا على الرؤوف الرَّحيم نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آهل بيته الطَّيِّبِين الأخيار(٣)، الصَّادقين الأبرار، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطَّهِّرهم تطهيراً.
  تمّ كتاب الكامل المنير، بمنِّ الله وتيسيره، وعونه وتوفيقه وتسديده، والحمدُ للهِ ربِّ العالمين.
(١) (ب): عند إشكال الأمور عليهم.
(٢) في (ج): للطفهم.
(٣) نخ (ب): الأطهار.