الكامل المنير في إثبات ولاية أمير المؤمنين،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

[شبهات وردود]

صفحة 266 - الجزء 1

  ولا يبحثوا عن أمورهم، ولا ينظروا في مساوئ أخبارهم وأفعالهم؛ حتى يعلم الخلق أنهم قد اقتدوا بالحسن بن أبي الحسن البصري؛ إذ اتخذوه حُجَّة.

  وكل حججهم منتقضة؛ لأن الباطل لا قوام له ولا صحة فيه، والحق يتلألأ مثل الشمس مُضيءٌ مُنير لا تَفْسُدُ حُجَجُه، ولا يَقطع صاحبه، ولا يُدخله البوار⁣(⁣١)، ولا يُعقِّب النار.

  وأما ما ذكروا عن الربيع بن خثيم وسؤال من سأله⁣(⁣٢) أن يُذكِّرَ الناس ويحضهم على الخير، فكان من قوله: ما أنا براضٍ عن نفسي حتى أفرغ من ذمها إلى ذم الناس.

  وزعم⁣(⁣٣) أنه لا يخاف الله في ذنوب الناس، وأنه يخاف في ذنب نفسه.

  وزعموا: أنه ينبغي [للعاقل]⁣(⁣٤) أن يكون له في نفسه شُغل عن الناس، ويحاسب نفسه، وأنه يخزن لسانه عَمَّا لا يحل له؛ فذلك خير له وأسلم لدينه.

  فإن مثل الخوارج ومن قال بقولهم في هذا وأمرهم به غيرهم، وتركهم فعله؛ كما قال الله ø: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ}⁣[البقرة: ٤٤].

  وقال الشاعر:

  إذا عبت أمراً ثم جِئتَ بمثله ... فأنت ومن تزري عليه سواء

  وقول آخر [في المعنى⁣(⁣٥)]:

  لا تنه عن خُلق وتأتي مثله ... عار عليك إذا فعلت عظيم


(١) نخ (ب): العوار.

(٢) (ج): وسائل سأله.

(٣) (ج): وزعمتم.

(٤) من (ب)، وفي (أ): للقائل.

(٥) زيادة من نخ (ب).