[الدليل على عدم اعتبار الصلاة عمودا للدين]
  والزكاة إنما فرضها الله ø على أهل المال، فمن لم يكن له مال فقد سقط عنه الفرض حتى يكون له مال.
  ولم يضع الله ø طاعة ولي الأمر ولا مودة ذوي القربى عن ذي مال، ولا غير ذي مال.
  وكذلك الصوم وضعه الله ø عن جميع الخلق إلا في شهر واحد، في شهر رمضان، فمتى دخل الشهر سقط الفرض عن المسافر، والمريض، والحائض؛ حتى يعتدوا كلهم بأيام أخر(١).
  ولم يضع الله ø طاعة ولي الأمر ولا مودة ذوي القربى عن مسافر، ولا مريض، ولا حائض.
  وكذلك الحَجّ وضعه الله عمَّن لم يستطع إليه سبيلاً(٢)، ولم يضع طاعة ولي الأمر ولا مودة ذوي القربى عنهم.
  وكذلك الجهاد وضعه الله ø عن الأعمى، والأعرج، والمريض(٣)، ولم يضع الله ø طاعة ولي الأمر ولا مودة ذوي القربى عن أحد من هؤلاء.
  وكذلك الصلوات الخمس لها مواقيت لا تجوز في غيرها(٤)، فإذا أدَّاها العبد في مواقيتها سقط عنه فرضها وصار خليًّا عن الفرض إلى مواقيتها الأخرى، وليس يخلو العبد عن طاعة ولي الأمر ولا مودة ذوي القربى طرفة عين.
(١) قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمْ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمْ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمْ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}[البقرة: ١٨٥].
(٢) قال تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْ الْعَالَمِينَ}[آل عمران: ٩٧].
(٣) قال تعالى: {لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا}[لفتح: ١٧].