[وجوب الوصية، والرد على من زعم أن الرسول ÷ لم يستخلف]
  وكذلك الصوم له وقت؛ فإذا أدَّاها العبد في وقته سقط عنه الفرض وكان خلياً من فرضه إلى ذلك الوقت، وليس يخلو العبد من طاعة ولي الأمر ولا مودة ذوي القربى طرفة عين.
  وكذلك الزكاة لها وقت في رأس الحول، فإذا أدَّاها العبد سقط عنه الفرض وكان خلياً من فرضها إلى ذلك الوقت، وليس يخلو العبد عن طاعة ولي الأمر ولا مودة ذوي القربى طرفة عين.
  وكذلك الجهاد قد عَطَّلَه كل هذا الخلق وتركوه، وتركه الله ø عمَّن تركه منهم، ولم يسقط عنهم طاعة ولي الأمر ولا مودة ذوي القربى طرفة عين؛ بل هما معقود عليهم فرضهما في أعناقهم لا يخلون منهما طرفة عين أبداً.
  فما كان ثابتاً معقوداً في أعناق الخلق مفروضاً عليهم لا يخلون منه طرفة عين أبداً لا عذر فيه أولى أن يكون عمود الدين من الذي يثبت في وقت، ويسقط في وقت، ويتم في آخر.
[وجوب الوصية، والرد على من زعم أن الرسول ÷ لم يستخلف]
  وزعموا أن رسول الله ÷ لم يستخلف، فَلِم سَمُّوا أبا بكر خليفة رسول الله ÷؟
  فإن كان رسول الله ÷ استخلفه فَلِم كذَّبوا وقالوا: لم يستخلف؟
  وإن كان رسول الله ÷ لم يستخلف فقد كذبوا عليه إذ سمُّوه خليفة، وقد قال ~ وَآلِهِ: «من كذب عليَّ فليتبوأ مقعده من النار»(١).
(٤) قال تعالى: {إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا}[النساء: ١٠٣].
(١) صحيح البخاري: كتاب العلم، ح ١٠٤، مسند أحمد: مسند العشرة المبشرين بالجَنَّة، ح ١٣٥٣، وباقي مسند المكثرين ح ١٢٣٣٧، وباقي مسند الأنصار ح ٢٢٣٩٩، وهو في حديث طويل، =