الكامل المنير في إثبات ولاية أمير المؤمنين،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

2 - [وصية الرسول ÷ إلى علي #]

صفحة 53 - الجزء 1

  قال ابن عباس: أعوان كل ظالم إلا من عصم الله منهم، سل عمَّا بدا لك يا أخا أهل الشام.

  قال: إنِّي رجل من أهل حِمص⁣(⁣١)، وإنهم تبرؤا من علي بن أبي طالب، ويلعنونه.

  قال ابن عباس: لعنهم الله؛ له القرابة من رسول الله. ألم يكن أوَّل العالمين إيماناً بالله ورسوله؟

  قال: ليس هم يجهلون قرابته، ولا سابقته، غير أنهم يزعمون أنه أحدث أحداثاً؛ وضع سيفه على عاتقه، فلم يزل يضرب به أهل شهادة أن لا إله إلا الله، ولم يكفروا حجاً ولا عمرة، ولا صلاة، ولا زكاة، ولا صوم شهر رمضان.

  قال ابن عباس: ثكلتك أُمُّك، وعدمتك؛ سل عمَّا يعنيك، ودع عمَّا ما لا يعنيك.

  قال: ما من أمرٍ أنا له أعنا⁣(⁣٢)، ولا عليه أحرص؛ مني على هذا.

  قال ابن عباس - وهو يريد أن يصرفه عن الذي يريد -: {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ}⁣[البقرة: ١٣٤ و ١٤١].

  قال الشامي: يا ابن عباس! إن قومي جمعوا لي نفقة من أموالهم وأرسلوني إليك، فأنا رسولهم وأمينهم، ولا يسعك⁣(⁣٣) في دين الله أن تردني إليهم بغير قضاء حاجتهم، وقد رضي القوم جميعاً بك، ففرِّج عنَّا فرَّج الله عنك.


= القرآن فكان يسمى البحر والحبر لسعة علمه، شهد مع علي # الجَمَل وصِفِّين وصحبه في حروبه كلها، وكان يعده لمهام الأمور. كف بصره في آخر عمره. روى ألفاً وستمائة وستين حديثاً. سمع من النبي ÷ خمسة وعشرين حديثاً، وباقي حديثه عن الصحابة، أخذ عنه أبو الشعثاء، وأبو الغالية وسعيد بن جبير وابن المسيب وعطاء بن يسار، وأمم.

(٦) (ب، ج).

(١) حمص: مدينة سورية بـ (الشام).

(٢) (ب، ج): ما من أمرائنا أنا له أعنا.

(٣) (ب، ج): ولا يشنعك.