4 - [حديث: «لولا أن تقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم ...»]
  عن جابر بن عبد الله(١) قال: لَمَّا قدم عليٌّ على رسول الله ÷ بفتح خيبر قال له رسول الله ÷: «لولا أن تقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم؛ لقلت فيك اليوم مقالاً لا تمر على مَلأٍ من الناس إلا أخذوا من تراب رجليك(٢)، ومن فضل طهورك يستشفون به.
  وحسبك يا علي أنَّك مني وأنا منك، ترثني وأرثك، وأنَّك مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي، وأنك وصيي، وتبرئ ذمتي، وتقاتل على سنتي، وأنَّك في الآخرة غداً أقرب الناس مني، وأنَّ شعيتك على منابر من نور مُبيضة وجوههم حولي أشفع لهم، ويكونون غداً في الجَنَّة جيراني، وأن حربك حربي، وأن سِلمَك سِلمِي، وأن سِرك سِرِّي، وأن علانيتك علانيتي، وأن البرِّ سريرة صدرك كسريرتي، وأن ولدك ولدي، وأنَّك منجز عِدَاتي، وأن الحق معك ليس أحد من الأُمَّة يَعدِلُك عندي، وأن الحق على لسانك، وفي قلبك، وبين عينيك، فالإيمان مخالط للحمك ودمك كما خالط لحمي ودمي، وأنه لن يرد الحوض مبغض لك، ولن يُغيَّب محبٌّ لك غداً عني حتى يرد الحوض معك».
(٦) مسلم بن يسار المصري، أبو عثمان الطُنْبُذيُّ، ويقال: الإفريقي، مولى الأنصار، توفِّي مسلم بن يَسار بإفريقية زمن هشام بن عبد الملك، وكان رضيع عبد الملك بن مروان. روى عن أبي هريرة، وابن عُمر، وسُفيان بن وَهْب الخَوْلانيِّ. وعنه أبو هانئ حُميد بن هانئ، وبكر بن عمرو، وعبد الرَّحمن بن زياد بن أَنْعُم، غيرهم.
(١) جابر بن عبد الله بن حرام الأنصاري الخزرجي، المتوفي سنة ٧٣ هـ عن ٩٤ سنة، وهو آخر الصحابة موتاً بالمدينة، وكان من أهل الولاء الخالص والمحبة الصادقة لأمير المؤمنين، وأهل بيته. وشهد مع علي # معركة صِفِّين.
(٢) في (ب): نعليك.