الكامل المنير في إثبات ولاية أمير المؤمنين،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

8 - [حديث أم أيمن (^) عن زواج فاطمة &]

صفحة 66 - الجزء 1

  عن جعفر بن محمَّد قال: دَخلَت أم أيمن⁣(⁣١) على النبي ÷ وهي باكية، فقال لها النبي ÷: «ما يبكيك يا أم أيمن؟».

  قالت⁣(⁣٢): يا رسول الله! وكيف لا أبكي وفلان الأنصاري تزوج فلانة الأنصارية؛ فقد نُثِر عليها من اللوز والسكر ما الله به عليم، وذكرتُ نثار فاطمة بنت رسول الله⁣(⁣٣).

  فقال لها: «يا أم أيمن اسكتي، فوالذي بعثني بالحق ما زوجت ابنتي فاطمة من عليٍّ حتى زوَّجها الله من السماء، فلمَّا أراد الله أن يزوجها أمر شجرة يقال لها طوبى أن ريفي، وتخففي، وتزيني. وأمر الملائكة أن يحفوا بالعرش.

  فلمَّا زوجها الله من عليٍّ أمر (الله)⁣(⁣٤) شجرة طوبى أن انثري الدُّر الأبيض، والياقوت الأحمر، واللؤلؤ الرطب.

  فتبارد الحُور من الخيام يلتقطن، ويفتخرن، ويهدين، و (هنّ)⁣(⁣٥) يقلن: هذا نثار فاطمة ابنة محمَّدٍ المصطفى، زوجة سيد الأوصياء».


(٥) (ب، ج): مسعد.

(١) أم أيمن، اسمها بركة، حاضنة رسول الله ÷، من المهاجرات الأولات، وهي التي زفت فاطمة الزهراء #. توفيت بعد الرسول ÷ بخمسة أشهر. ذكرها في الطبقات، وأهملها في الجداول.

(٢) نخ (أ): فقالت.

(٣) فاطمة بنت محمد الرسول ÷، أم الحسن، أشبه الناس برسول الله ÷، سيدة نساء العالمين. ولدت قبل النبوة، وقريش حينئذ تبني الكعبة عام ١٨ قبل الهجرة، وتوفيت عام ١١ هـ بعد موت النبي (÷) بستة أشهر، وفي رواية السيد أبي طالب عن الباقر أربعة أشهر، قال السيد الإمام: ودفنت بالبقيع ليلاً بوصية منها، ورش قبرها وسبعة أقبر حوله. روى عنها ابنها الحسين وعائشة وأنس وغيرهم. وخَرّج لها الجماعة وأئمتنا الخمسة، وزيد بن علي، والهادي للحق $.

(٤) زيادة من نخ (ب).

(٥) زيادة من نخ (أ).