15 - [مسألة ربيعة السعدي وجواب حذيفة بن اليمان عليه في فضل أهل البيت $]
  قال: مرحباً بأخٍ لي قد سمعت باسمه ولم أر شخصه، ما حاجتك يا ربيعة أخبرني (بها)(١)؟ فوالذي نفسي بيده إنِّي لأرجوا ألاَّ أمسي في يومي هذا حتى يقضي الله لك الحوائج على يدي إن شاء الله تعالى؛ فأذَن في ذلك.
  فقال ربيعة: يا عبد الله! ما أتيتك أستعين بك على أحد من إخوانك، ولا (على) أن أطلب إليك من ذلك ديناراً ولا درهماً؛ ولكن أتيتك لاختلاف سقط بين أهل الكوفة.
  فقال: وما ذلك يا ربيعة؟
  فقال: إنِّي تركت النَّاس على خمس طبقات:
  أمَّا طبقة فيزعمون أن أبا بكر خير الناس بعد رسول الله - عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ -؛ لأنه كان الصدِّيق وصاحبه في الغار.
  وقالت الطبقة الثانية: إن عُمَر بن الخطاب خير من أبي بكر الصديق لأن رسول الله ÷ قال: «اللَّهُمَّ أعز [الإسلام](٢) بعمر بن الخطاب، أو بأبي جهل»، فمن أعز الله الدين به فهو خير.
  وقالت الطبقة الثالثة: إن أبا ذر كان خيراً من أبي بكر وعمر (وأفضل منها)؛ لأن رسول الله ÷ قال: «ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق عند الله من أبي ذر».
  وقد كان أبو بكر وعمر تقلهما الغبراء والخضراء، فأخبر النبي ÷ أن أبا ذر أصدق منهما لهجة، وأصدق الناس خير الناس.
  وقالت الطبقة الرابعة: إن سلمان الفارسي كان خيراً من أبي بكر، وعمر، وأبي ذر، لأن النبي ÷ قال: «سلمان ابن الإسلام»(٣)، و «سلمان ابن
(١) من (ب، ج).
(٢) من (ج)، وفي (أ، ب): الدين.
(٣) من (ب، ج) وفي (أ): «سلمان من الإسلام».