الكامل المنير في إثبات ولاية أمير المؤمنين،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

15 - [مسألة ربيعة السعدي وجواب حذيفة بن اليمان عليه في فضل أهل البيت $]

صفحة 75 - الجزء 1

  قال: مرحباً بأخٍ لي قد سمعت باسمه ولم أر شخصه، ما حاجتك يا ربيعة أخبرني (بها)⁣(⁣١)؟ فوالذي نفسي بيده إنِّي لأرجوا ألاَّ أمسي في يومي هذا حتى يقضي الله لك الحوائج على يدي إن شاء الله تعالى؛ فأذَن في ذلك.

  فقال ربيعة: يا عبد الله! ما أتيتك أستعين بك على أحد من إخوانك، ولا (على) أن أطلب إليك من ذلك ديناراً ولا درهماً؛ ولكن أتيتك لاختلاف سقط بين أهل الكوفة.

  فقال: وما ذلك يا ربيعة؟

  فقال: إنِّي تركت النَّاس على خمس طبقات:

  أمَّا طبقة فيزعمون أن أبا بكر خير الناس بعد رسول الله - عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ -؛ لأنه كان الصدِّيق وصاحبه في الغار.

  وقالت الطبقة الثانية: إن عُمَر بن الخطاب خير من أبي بكر الصديق لأن رسول الله ÷ قال: «اللَّهُمَّ أعز [الإسلام]⁣(⁣٢) بعمر بن الخطاب، أو بأبي جهل»، فمن أعز الله الدين به فهو خير.

  وقالت الطبقة الثالثة: إن أبا ذر كان خيراً من أبي بكر وعمر (وأفضل منها)؛ لأن رسول الله ÷ قال: «ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق عند الله من أبي ذر».

  وقد كان أبو بكر وعمر تقلهما الغبراء والخضراء، فأخبر النبي ÷ أن أبا ذر أصدق منهما لهجة، وأصدق الناس خير الناس.

  وقالت الطبقة الرابعة: إن سلمان الفارسي كان خيراً من أبي بكر، وعمر، وأبي ذر، لأن النبي ÷ قال: «سلمان ابن الإسلام»⁣(⁣٣)، و «سلمان ابن


(١) من (ب، ج).

(٢) من (ج)، وفي (أ، ب): الدين.

(٣) من (ب، ج) وفي (أ): «سلمان من الإسلام».