الكامل المنير في إثبات ولاية أمير المؤمنين،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

[الأدلة على إثبات الوصية وفضل أهل البيت $]

صفحة 76 - الجزء 1

  الخير»⁣(⁣١)، و «سلمان مِنَّا أهل البيت»⁣(⁣٢)، و «سلمان قد أُعطِي العلمين: العلم الأول والعلم الآخر»⁣(⁣٣)، فمن كان بهذه المنزلة فهو أفضل.

  وأمسك ربيعة فلم يذكر شيئاً، فقال حذيفة: ما لك يا ربيعة لا تخبرني بمقالة الطبقة الخامسة وأكون الحاكم بينهم، والقاضي!؟

  فقال ربيعة: يا أبا عبد الله! أنا من الطائفة الخامسة، وأنا أقول مثل مقالتهم، وأنا أمين القوم، ورسولهم إليك، والمرتاد لهم، ولست بقائل لك شيئاً حتى أسمع منك، فإن القوم قد أعطوا لله عهداً أن يرضوا بحكمك، ولا يردوا عليك شيئاً من قولك.

  قال حذيفة: لا حول ولا قُوَّة إلا بالله العليِّ العظيم؛ إسمع، واحفظ، وبَلِّغ عني⁣(⁣٤) أنِّي رأيت رسول الله ÷ كما تراني، وسمعته كما تسمع مني: مَرّ به الحسين بن علي وهو غلام دون الخماسي، فأخذ رسول الله ÷ بعضده، ثم حمله حتى وضعه على منكبه الأيمن، فرأيت عقب الحسين بن علي في سُرَّة رسول الله ÷ يعبث بها، ورأيت كَفّ النبيّ ÷ الطيّبة المباركة حيث وضعها على ظهر قَدَم الحسين ثم غمزها في سُرَّته لئلاَّ يعبث⁣(⁣٥) فيقطع على رسول الله ÷، وينهره عند الكلام.


(١) من (ب، ج) وفي (أ): «سلمان من الخير».

(٢) وروى المتقي الهندي بسنده عن علي # في حديث طويل قال فيه: «وسلمان، وهو منا أهل البيت». أنظر كنز العمال: ٦/ ٤٢٩. فضائل الخمسة للفيروز آبادي: ٣/ ١٠٧.

(٣) ومثله ما روي عن الإمام علي # عندما سُئِل عن سلمان، قال: (إمرؤ منا وإلينا، من لكم بمثل لقمان الحكيم، علم العلم الأول والعلم الآخر، وقرأ الكتاب الأول والكتاب الآخر، وكان بحراً لا يُنزف.!). اه، أنظر الأعلام للزركلي: ٣/ ١٦٩.

(٤) (ب، ج): أبلغ عني.

(٥) وفي (أ) أيضاً من نسخة أخرى: يعيد.