21 - [حديث الغدير]
  عن زيد بن أرقم(١)، قال: لما فرغ رسول الله ÷ من حجة الوداع(٢) أنزل الله: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالاتهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنْ النَّاسِ}(٣) [المائدة: ٦٧]، خرج مذعوراً نحو المدينة وأصحابه معه حتى قدم الجُحفة(٤) فنزل على غدير خم، ونَهَى أصحابه عن سمرات في البطحاء متقاربات، فنزل تحتها، وهي شجرات عظام، فلما نزل القوم في سَواِهن أرسل إليهم سبعين رجلاً من العرب والموالي والسودان، فَشُكَّ شوكهن(٥)، وَقُمَّ(٦) ما تحتهن، ثم أمر
(٣) أبو الطفيل عامر بن واثلة - بمثلثة بعد الألف - بن عبد الله بن عمير الكناني الليثي، ولد عام أُحُد، وتوفي سنة ١٠٠ هـ، وقيل ١١٠ هـ على الصحيح - أفاد ذلك صاحب الكاشف -، أدرك ثمان سنين من حياة النبي ÷. له رؤية ورواية وعمّر بعده طويلاً وصحب علياً #، وكان من وجوه شيعته ومن محبيه، وله منه محل خاص وشهد معه المشاهد. وسكن الكوفة ثم سكن مكة، وأقام بها حتى مات، قيل: وهو آخر من مات من جميع أصحاب النبي ÷. روى عن علي #، وأبي بكر، وعمر، ومعاذ بن جبل، وعمَّار، وعنه جابر الجعفي والزهري ويزيد بن أبي حبيب وغيرهم.
(١) زيد بن أرقم بن زيد الأنصاري الخزرجي المدني، توفي بالكوفة سنة ٦٨ هـ. استصغر يوم أحد، وكان يتيماً، وشهد المشاهد كلها مع رسول الله ÷، وكان من خواص علي #، وشهد مع الوصي # يوم صفين ووقعت له آية أخبر بها، وهي أن أمير المؤمنين # استنشد بعض الصحابة عما سمعوا فكتم أناس منهم، فما خرجوا من الدنيا حتى عموا وبرصوا، قال: وكنت فيمن كتم فعميت.
(٢) مجمع الزوائد: ٩/ ١٦٣ و ١٦٣ - ١٦٥.
(٣) رواه الحاكم الحسكاني: ١/ ١٩٢ - ١٩٣.
(٤) مجمع الزوائد: ٩/ ١٤٣ - ١٤٥، ابن كثير: ٥/ ٢٠٩ - ٢١٣.
(٥) وفي مجمع الزوائد: ٩/ ١٠٥ بلفظ: «ثم بعث إليهن فسوى ما تحتهن من الشوك»، وقريب منه لفظ ابن كثير: ٥/ ٢٠٩.
(٦) قُمَّ: كُنِس.