الكامل المنير في إثبات ولاية أمير المؤمنين،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

27 - [قول أبي أيوب الأنصاري: أمرنا بقتال الناكثين ...]

صفحة 96 - الجزء 1

٢٧ - [قول أبي أيوب الأنصاري: أُمرنا بقتال الناكثين ...]

  وقول أبي أيوب الأنصاري: أُمرنا بقتال الناكثين فقاتلناهم يوم البصرة، طلحة والزبير وعائشة.

  وأُمرنا بقتال القاسطين وهم هؤلاء، وأشار بيده إلى معاوية وأصحابه.

  وأُمرنا بقتال المارقين، ولسنا ندري أندركهم أم لا⁣(⁣١).

  وقد قاتل علي هؤلاء جميعاً والخوارج معه حتى نكثوا عليه.

  فسل الخوارج: على ما قاتلوا مع علي طلحة والزبير وعائشة ومعاوية؛ أعلى حق كان قتالهم معه أم على باطل؟

  فإن زعموا أنهم قاتلوا معه يومئذٍ على حق ولكنه أخطأ في قتال أهل النهروان⁣(⁣٢) حين كرهوا التحكيم لأنهم كانوا على الحق وقالوا: نقاتل الفئة الباغية.

  فسلهم عن العلم الذي علموا أنه الحق إذ قاتلوا معه: أهو العلم الذي علموا أنه الباطل الذي زعموا أنه قاتل أصحاب النهروان حين نكثوا عليه وقاتلوا وأنكروا ولايته؛ إذ كان قتالهم معه أولاً، ونكثهم عليه أخيراً⁣(⁣٣) بلا كتاب من الله ولا سنة من رسول الله ~ وَآلِهِ؟ وما الذي دلَّهم على أن هذا حق وهذا باطل؟

  وإذا كان فِعل علي عندهم بغير أمر من الله ولا وصية من رسول الله فما الذي دلَّهم (على) أن أحكامه التي بها اليوم يأخذون، وآراءه التي عنها يصدرون هي حق؟


(١) تاريخ بغداد للبغدادي: ١٣/ ١٨٦، أسد الغابة: ٤/ ٣٣، كنز العمال للمتقي: ٦/ ٨٨، مجمع الزوائد للهيثمي: ٩/ ٢٣٥.

(٢) النهروان: بلاد في العراق بين بغدد وواسِط، حدثت فيها معركة شهيرة بين علي بن أبي طالب # والخوراج سنة ٦٥٨ م.

(٣) (ب): أخرى.