27 - [قول أبي أيوب الأنصاري: أمرنا بقتال الناكثين ...]
  وما الذي يُؤمِّنهم إن كان مُخطئاً في حروبه وبحكمته التي أشركوه فيها وأسبابه أن يكون مخطئاً في أحكامه التي في أيديهم اليوم؟
  وسلهم عن أسلافهم الذين قُتلوا مع عليٍّ يوم صفين(١) والجمل(٢)؛ إذ كانوا لا يعلمون أن طاعة علي عليهم مفروضة من الله ورسوله: أين مصيرهم أفي جَنَّة أم في نار؟!.
  وما يدريهم لعلَّ أصحاب معاوية في الجَنَّة، ولعلَّ أصحابهم في النار إن كانوا في شكٍّ من أمر عليٍّ. ولم يشهدوا على عليٍّ أنه قتل المسلمين يوم النهروان؟
  ولم يشهدوا(٣) على أنفسهم بقتلهم(٤) المسلمين يوم صفين والجمل؟
  وما الفرق بين هؤلاء وهؤلاء إن كان قتالهم لهؤلاء ولهؤلاءِ جميعاً بغير أمر من الله ولا سنة من رسول الله عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ؟!.
(١) صِفِّين: موضع على الحدود السورية على شاطئ نهر الفرات الأيمن، عنده تلاحم جيشا عليٍّ # ومعاوية سنة ٦٥٧ م، وكانت أول وقائع صفين وقعة الأشتر مع أبي الأعور السلمي وكانا قد سبقا العسكرين، ثم وقعة الماء عند نزول العسكر بصفين. قال السيد أبو العباس الحسني ¥: قتل في اليوم الأول زيادة على ألف رجل سوى الجرحى، وأميرهم يومئذٍ عمار بن ياسر رحمة الله عليه في خمسة عشر ألفاً، قال: وفي حديث أبي مخنف لوط بن يحيى الأزدي أن أمير المؤمنين شخص من النخيلة لخمس مضين من شوال ولم يقاتلوا إلى غُرَّة صفر؛ إلا ما كان من القاتل حين وردوا الماء أولاً ثم اتصل القتال إلى شهر صفر كله إلى ليلة الهرير من ربيع الأول [سنة ٣٦ هـ]، وكانت في صفين أخبار يطول ذكرها. اه، أنظر الحدائق الوردية للمحلي - خ -: ١/ ٤١.
(٢) معركة الجمل، كانت وقعتها لعشر خلون من شهر جمادى الأخرى سنة ٣٦ هـ، وكان عدد القتلى ثلاثين ألفاً برواية وكيع بن الجراح. أنظر الحدائق الوردية للمحلي - خ -: ١/ ٣٨ عن المحيط في أصول الإمامة - خ - للشيخ الإمام أبي الحسن علي بن الحسين بن محمد الزيدي.
(٣) وفي (ب) شهدوا، وفي (ج) وإن لم يشهدوا.
(٤) في (ج): لقتلهم.