الكامل المنير في إثبات ولاية أمير المؤمنين،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

[الجواب على من زعم أن عليا بايع طائعا غير مكره]

صفحة 99 - الجزء 1

  فأخبرونا عن علي في هذه الغزوات أكان أميراً أم كان غير أمير في هذه المواطن، أو في غيرها قط، أو خرج معهم فيها أو كان له فيها موقف؟⁣(⁣١).

  فمثل مواقف علي لا تخفى على الأُمَّة إلا كما⁣(⁣٢) لم تخف مواقفه في بدر، وأحد، وحنين، وقريضة، والنظير، وسلع، وخيبر، والخندق، التي قد فهمتها الأُمَّة، وقيلت فيها الأشعار، وتواترت فيها الأخبار، ونقلها الرواة من جميع الأُمَّة مخالفها وموالفها نصدِّق قولكم على فعلكم.

  وأمَّا قولكم إنه قال: (آخذ إذا أعطاني). فما حجتكم على من خالفكم فقال: قد كان لعلي في العطاء سهمان؛ سهم في القرابة، وسهم في الهجرة، ولسائر الخلق لأبي بكر فَمَنْ دونه لِكل سهم لا غير؟

  فإن دفع أبو بكر حقاً هو له فليس لأبي بكر في ذلك الحُجَّة على عليٍّ في أخذه حقاً هو له؛ بل الحُجَّة لعليّ والمنَّة في ذلك على أبي بكر إذ قبل حقاً هو له منه؛ لئلا يبقى إصراً في عنقه.

  وقولهم: (أجلد بين يديه الحدود). فما حجتهم على من خالفهم فقال: لم يقل أحدٌ من الأُمَّة أن علي بن أبي طالب # جلد بين يدي أبي بكر أحداً قط، ولا بين يدي عمر، ولا بين يدي عثمان إلا الوليد بن عقبة بي أبي معيط⁣(⁣٣) ابن عم عثمان وأخاه


(٥) في (ج): إذا غزا بي.

(١) في (ب): أو خرج معهم فيها، أو كان له فيها موقف؟.

(٢) في (ج): كما.

(٣) الوليد بن عقبة بن أبي معيط، أسلم يوم الفتح، وولاَّه عثمان الكوفة، أقيم عليه الحد في شرب الخمر.

قال الهادي إلى الحق يحيى بن الحسن #: إن الذي أقام عليه الحد علي بن أبي طالب # بيده ضربه ثمانين، وقد سماه الله فاسقاً بنص الكتاب العزيز في قوله ø: {إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ ..} الآية [الحجرات: ٦]، وفي قوله تعالى: {أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ}⁣[السجدة/١٨]؛ =