[الجواب على من زعم أن عليا بايع طائعا غير مكره]
  لأُمِّه، فإنه وقع عليه حدٌ لله ø كره عثمان إنفاذه، وتحاماه المهاجرون والأنصار، وكره أحد أن يضربه كراهية أن يسوء عثمان بذلك، فلما أمكن أمير المؤمنين ذلك رأى ألا يضيع حداً من حدود الله عند إمكانه، فأخذ السوط فضربه.
  فقل للخوارج ولغيرهم من أشكالهم: فتخبروا من جلد علي بين يدي أحد منهم حتى نُصدِّق قولهم عليه.
  ولقد علمت الأُمَّة بأجمعها أن أبا بكر وعمر وعثمان قد استعملوا أقاربهم وغير أقاربهم على مواضع شتى مثل قنفذ بن خالة أبي بكر، وخالد بن الوليد، وأبي موسى الأشعري، وأبي عبيدة بن الجراح، وأبي سفيان بن الحارث(١)، وعمرو بن العاص، ويعلى بن منية(٢)، وأبي سرحة بن أبي معيط، وغيرهم.
  ولم يستعلموا علي بن أبي طالب ولا أحداً من أهل بيته، ولا استعانوا بهم في شيءٍ من أمورهم صغيراً ولا كبيراً.
= فالوصي ~ المراد بالمؤمن، وهو المراد بالفاسق لا اختلاف في ذلك. وكان الوليد ممن يقنت أمير المؤمنين # بلعنهم، وأمره مشهور عند كافة الزيدية لا يخفى.
(١) أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، ابن عم النبي ÷، وهو من الثابتين عنده ÷ يوم حُنين. توفي بالمدينة المطهرة سنة ٢٠ هـ. قال في الإستيعاب: وكان رسول الله يحبه وشهد له بالجَنَّة، وقال: أرجو أن يكون خلفاً مع حمزة. وهو أخو الرسول ÷ من الرضاعة، ومن العجائب أنه حفر قبر نفسه قبل موته بثلاثة أيام ¥، وكان هو والحسن السبط وجعفر بن أبي طالب # من المشبهين لرسول الله ÷.
(٢) يعلى بن أمية - ويقال: منية؛ بضم الميم وسكون النون بعدها تحتانية مفتوحة - وهي أمة، كان مع عائشة يوم الجمل، ثم قتل مع علي في صفين سنة ٣٧ هـ، وقيل غير ذلك. أخرج له المؤيد بالله ومحمد والجماعة، عنه ولده صفوان، قال المولى فخر الإسلام عبد الله بن الإمام ®: قال فيه أمير المؤمنين: أسرع الناس إلى فتنة، وتكلم عليه النفس الزكيَّة بما لا يقبل حديثه.