[الجواب على من زعم أن عليا بايع طائعا غير مكره]
  وقد كان رسول الله ÷ يشركه في جميع أموره، ويناجيه في أسراره(١)، ويعده لكل شديدة ونازلة، ويبعثه في البعوث، ويوليه تهامة وغيرها، وأحق من استنَّ بسنة رسول الله ÷(٢) واقتدى بفعله من آمَن بالله ورسُله؛ لأن الله تبارك وتعالى يقول في كتابه: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ}[الأحزاب: ٢١]، {وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ [هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ]}(٣) [الحديد: ٢٤، الممتحنة: ٦].
  وفي الحديث القائم المشهور عن النبي ÷ أنه قال: «أيما رجل ولي من أمور المسلمين شيئاً فاستعمل عليهم رجلاً هو يعلم أن فيهم خيراً منه فقد خان الله ورسوله والمؤمنين»(٤).
(١) روى ابن المغازلي الشافعي في كتابه المناقب بسنده عن جابر بن عبد الله قال: ناجى رسول الله ÷ علياً يوم الطائف فأطال نجواه، فقال رجل: لقد أطال نجوى ابن عمّه؟ فبلغ ذلك النبي ÷ فقال: «ما أنا انتجيته ولكنَّ الله انتجاه». اه أنظر كتاب المناقب لابن المغازلي الشافعي: ص ٩٦ ح ١٦٣. وانظر تخريج الحديث في حديث المناشدة في الجزء الثالث من هذا الكتاب.
(٢) في (ب): ª.
(٣) ما بين المعقوفين تصويب من (ب)؛ ففي (أ): فإن الله غني حميد.
(٤) وروى البيهقي والحاكم، قوله ÷: «من استعمل عاملا على المسلمين وهو يعلم أن غيره أفضل منه - وفي رواية - رجلاً على عصابة وفي تلك العصابة من هو أرضى لله منه فقد خان الله ورسوله والمؤمنين»، أنظر: إعانة الطالبين للسيد البكري الدمياطي: ٤/ ٢١٠، وقال ÷: «من قلد إنساناً عملاً وفي رعيته من هو أولى فقد خان الله ورسوله»، أنظر البحر الرائق لـ (زين بن إبراهيم بن محمّد): ٦/ ٢٨٧، حاشية ابن عابدين محمّد أمين: ٥/ ٣٦٤، وقال ÷: «من استعمل رجلا على عصابة وفيهم من هو أرضى لله منه فقد خان الله ورسوله والمؤمنين»، أنظر سبل السلام لابن الأمير الصنعاني: ٤/ ١٩٠، شرح فتح القدير لـ (محمّد بن عبد الواحد السيواسي): ٧/ ٢٥٨.