الكامل المنير في إثبات ولاية أمير المؤمنين،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

[الجواب على من زعم أن عليا بايع طائعا غير مكره]

صفحة 101 - الجزء 1

  وقد كان رسول الله ÷ يشركه في جميع أموره، ويناجيه في أسراره⁣(⁣١)، ويعده لكل شديدة ونازلة، ويبعثه في البعوث، ويوليه تهامة وغيرها، وأحق من استنَّ بسنة رسول الله ÷(⁣٢) واقتدى بفعله من آمَن بالله ورسُله؛ لأن الله تبارك وتعالى يقول في كتابه: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ}⁣[الأحزاب: ٢١]، {وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ [هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ]}⁣(⁣٣) [الحديد: ٢٤، الممتحنة: ٦].

  وفي الحديث القائم المشهور عن النبي ÷ أنه قال: «أيما رجل ولي من أمور المسلمين شيئاً فاستعمل عليهم رجلاً هو يعلم أن فيهم خيراً منه فقد خان الله ورسوله والمؤمنين»⁣(⁣٤).


(١) روى ابن المغازلي الشافعي في كتابه المناقب بسنده عن جابر بن عبد الله قال: ناجى رسول الله ÷ علياً يوم الطائف فأطال نجواه، فقال رجل: لقد أطال نجوى ابن عمّه؟ فبلغ ذلك النبي ÷ فقال: «ما أنا انتجيته ولكنَّ الله انتجاه». اه أنظر كتاب المناقب لابن المغازلي الشافعي: ص ٩٦ ح ١٦٣. وانظر تخريج الحديث في حديث المناشدة في الجزء الثالث من هذا الكتاب.

(٢) في (ب): ª.

(٣) ما بين المعقوفين تصويب من (ب)؛ ففي (أ): فإن الله غني حميد.

(٤) وروى البيهقي والحاكم، قوله ÷: «من استعمل عاملا على المسلمين وهو يعلم أن غيره أفضل منه - وفي رواية - رجلاً على عصابة وفي تلك العصابة من هو أرضى لله منه فقد خان الله ورسوله والمؤمنين»، أنظر: إعانة الطالبين للسيد البكري الدمياطي: ٤/ ٢١٠، وقال ÷: «من قلد إنساناً عملاً وفي رعيته من هو أولى فقد خان الله ورسوله»، أنظر البحر الرائق لـ (زين بن إبراهيم بن محمّد): ٦/ ٢٨٧، حاشية ابن عابدين محمّد أمين: ٥/ ٣٦٤، وقال ÷: «من استعمل رجلا على عصابة وفيهم من هو أرضى لله منه فقد خان الله ورسوله والمؤمنين»، أنظر سبل السلام لابن الأمير الصنعاني: ٤/ ١٩٠، شرح فتح القدير لـ (محمّد بن عبد الواحد السيواسي): ٧/ ٢٥٨.