الشبهة السادسة: عدم انتشار المذهب الزيدي كغيره
الشبهة السادسة: عدم انتشار المذهب الزيدي كغيره
  قالوا: بأن المذهب الزيدي لم يشتهر وينتشر كما انتشرت بقية المذاهب الأخرى، كالشافعية والحنفية والمالكية والحنبلية وغيرهم، بل بقي انتشاره واشتهاره محدوداً.
  والجواب والله الموفق للصواب: أن الزيدية مذهب أهل البيت $، والمعلوم عند من قرأ التواريخ، واطلع على السير، أن أهل البيت $ لم يكن يقر لهم قرار، ولم يهدأ لهم بال، بل كانوا في خوف شديد، وطرد وتشريد، وحبس وضيق، وقتل وصلب، من قبل خلفاء الدولتين الأموية والعباسية، فكم من رجل من أهل البيت $ شردوه وطردوه وأخافوه وقتلوه، هذا الإمام زيد # إمام الزيدية والذي تنتسب إليه قتل وصلب، وهذا ولده يحيى بن زيد قتل أيضاً، والإمام محمد بن عبد الله النفس الزكية وإخوته قتلوا جميعاً منهم بالسيف ومنهم بالسم، والإمام الحسين بن علي الفخي قتل أيضاً، والإمام القاسم بن إبراهيم شرده الخوف وبقي متخفياً منهم ما يقارب أربعين عاماً، وكم نعدد من أهل البيت $ قادة المذهب وأئمته ممن فعلهم بهم الظلمة المتجبرون ما فعلوا، وليس لهم ذنب ولا جرم إلا أنهم دعوا إلى إحياء الكتاب والسنة، وإماتة البدعة، ورفض الظلم، وإقامة الحدود، ونصر المستضعفين، وقسم المال بين أهله بالسوية.
  ولم يكن الأذى والقتل والتخويف مقتصراً على أهل البيت $ بل تعدى ذلك إلى كل أتباعهم ومحبيهم، ومن مال إليهم، أو اشتهر بالمحبة لهم، أو الإختلاف إليهم، أو الأخذ عنهم، مما سبب في أن يكتم الكثير من الأشياع والأتباع مذهبهم