الفصل الأول: (التوحيد)
  أم لأن معرفة الله تعالى لطف للعباد في القيام بما كُلِّفوه من الأوامر والنواهي، إذ أن من عرف أن له خالقاً ورازقاً، آمراً وناهياً، دعاه ذلك إلى امتثال أمره طلباً لثوابه ورضاه، والإبتعاد عن نهيه خوفاً من عذابه وسخطه؟، وموضع البحث حول هذا الكلام الكتب الكلامية.
  ٢ - أن الله تعالى واحد لا شريك له في الأولوهية والقدم، فمن جعل لله شريكاً في شيء من ذلك فقد كفر، بلا خلاف بين كافة الفرق الإسلامية.
  وأما المسائل المتفق عليها، فكما يلي:
  وهي أن الله تعالى قادر، وعالم، وحي، وموجود، وقديم، وغني لا يحتاج.
  وقد كفانا وأغنانا عن إيراد الدليل على هذين القسمين إجماعُ المسلمين.
  فليس هناك خلاف في أن هذه من صفات الله الذاتية، وإنما وقع الإختلاف في كيفية وصف الله بها: هل أن صفات الله تعالى هي ذاته؟ فالصفة والذات شيء واحد، وليست الصفة شيئاً والذات شيء آخر، كما ذلك هو رأي أئمة الزيدية $.
  أم أنها غيره؟ وإذا كانت غيره:
  فهل هي أمور زائدة؟ كما قال به بعض المعتزلة.
  أم أنها مستحقة لأجل صفة خاصة بالله تعالى لا يشاركه فيها غيره، أوجبت تلك الصفة الخاصة له الصفات السابقة؟ كما قال به بعض آخر منهم.
  أم أنها مزايا؟ كما قال بها منهم فريق ثالث.