الفصل الأول: (التوحيد)
  فقد استدل أئمة أهل البت $ على نفي التشبيه بأدلة واضحة من العقل والنقل من الكتاب والسنة، وسنورد بعضاً منها:
الأدلة العقلية على نفي التشبيه
  لقد دل العقل على أن الله تعالى لا يشبه الأشياء، بأدلة لا ينكره لبيب عاقل، ويدخل الشك والقدح في عقلانية من ينكرها:
  أولاً: مما لا شك فيه أن من كان معه يد أو أي عضو مما تقدم ذكره فهو جسم، فلو أثبتنا لله تعالى عن ذلك مثل ما لهذه الأجسام من الأعضاء، لزم أن يشاركها في الجسمية، ولا يجوز أن نقول بأن الله تعالى جسم.
  لأنَّ الجسم في اللغة هو: الطويل العريض العميق الذي يشغل حيزاً وفراغاً.
  فلو كان تعالى جسماً لشارك سائر الأجسام في أنَّ له طولاً وعرضاً وعمقاً، ولكان الاختلاف بينه وبين باقي الأجسام في مقدار هذا الطول والعرض والعمق فقط، وهذا لا يفيد أيَّ مدحٍ لله تعالى؛ لأنَّ البشر - مثلاً - مختلفة مقادير طولهم وعرضهم وعمقهم.
  ولو كان جسماً أيضاً لشاركها في الحدوث، والإحتياج إلى مُحْدِث.
  ثانياً: أن هذه الأعضاء والجوارح التي يثبتها المجسمة له ø - ويسمونها كذباً على اللغة بالصفات - تدل دلالة واضحة على التشبيه، وذلك أن قولهم بأن معه يداً أو وجهاً أو جنباً يستلزم أن يكون الله تعالى مثل المخلوقات التي معها هذه الأعضاء، وأن لا تكون المخالفة بينه وبين هذه المخلوقات إلاَّ في