الروضة الندية في حقيقة الزيدية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

المسلك الثاني: في بيان عقائد الزيدية

صفحة 59 - الجزء 1

  ٢ - الثواب تعظيم، ولا يستحق الثواب إلا من يستحق التعظيم، ولا يستحق التعظيم إلا المؤمن، والمؤمن يستحق الجنة، والعقاب إهانة، ولا يستحق الإهانة إلا العاصي، والعاصي يستحق النار، فيكون إثابة من لا يستحق الإثابة وعقاب من لا يستحق العقاب ظلم، والله يتعالى عن الظلم.

  ٣ - أن إثابة الفراعنة، وتعذيب الأنبياء، فيه إبطال لفائدة إرسال الرسل وإنزال الكتب، وتكليف الناس، والأمر والنهي، وغيرها من الشرائع.

  ٤ - أن المعلوم أن النبي والرسول أعظم درجة وحالاً عند الله تعالى من الكافر والمشرك، فلو جاز أن يدخل الله الكافر والمشرك الجنة، والنبي والرسول النار، كان ذلك تسوية لحالهما جميعاً، وهذا كفر، والمسألة مبسوطة في كتب الأصول عند الزيدية فارجع إليها موفقاً.

  خلاصة مذهب الزيدية في باقي مسائل العدل

  ومن مذهب الزيدية في هذا الباب ما يلي:

  ١ - أن الله تعالى كلف عباده بالتكاليف الشرعية، ولم يكلفهم ما لا يطاق، بل كلفهم ما يدخل في وسعهم وطاقتهم، وذلك التكليف تفضل محض من الله تعالى على عباده، ليثيبهم ويعرضهم على الخير والجنة.

  ٢ - أن الله تعالى جعل في العباد قدرة واستطاعة على الفعل، وتلك القدرة صالحة للضدين، ومتقدمة على الفعل، فلو لم يكن للعبد قدرة كان تكليفاً لما يطاق، وهو قبيح، والله لا يفعل القبيح.