المسلك الثاني: في بيان عقائد الزيدية
  وثانيها: أنه وصفه الله بأنه حسن، والحُسْنُ من صفات المحدث.
  وثالثها: أنه وصفه بأنه حديث، والحديث يناقض القديم.
  ورابعها: أنه وصفه بأنه كتاب، والكتاب هو المجتمع، ولذلك سميَّت الكتيبة كتيبة لاجتماعها، والإجتماع من صفات المحدثات.
  وخامسها: أنه وصفه بأنه متشابه، والمراد بذلك أن بعضه يشبه البعض في جزالة ألفاظه، وجودة معانيه، والقديم لا يشبهه غيره.
  خامساً: أن كلامه تعالى لا يخلو: إما أن يكون من جنس الكلام المعقول فيما بيننا وهو أن يتركب من جنس الأصوات والحروف أو مخالفاً لذلك، فإن كان من جنس الأصوات والحروف فلا شبهة في حدوثه، وإن كان مخالفاً لذلك لم يصح أن يكون كلاماً وأن يفهم به شيء، والمثبت لكلام مخالف للكلام المعقول فيما بيننا وأنه في حكم من يثبت جسماً مخالفاً للأجسام المعقولة فيما بيننا ويثبت مع الله جسماً قديماً مخالفاً لسائر الأجسام.
  والذي يدل على أنه مخلوق:
  المخلوق: هو المحدث المقدر، وقد ثبت أن القرآن محدث، ومعنى التقدير فيه وجوده بحسب المصلحة وعلى قدر الحاجة من غير زيادة ولا نقصان.
  وأيضاً: فإن كل شيء من الأشياء لا يخلو: من أن يكون خالقاً أو مخلوقاً، فإن لم يكن القرآن خالقاً فلابد أن يكون مخلوقاً.