الأساس لعقائد الأكياس ط أهل البيت،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

فصل [في ذكر التكفير للذنوب]

صفحة 166 - الجزء 1

  يسقط بقدرها من عقاب عصيانه؛ لقوله تعالى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ٧ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ٨}⁣[الزلزلة].

  قلنا: ذلك عام مخصص بقوله تعالى: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}⁣[المائدة: ٢٧] فلو كانت مسقطة لكانت متقبلة، وبقوله تعالى: {أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ}⁣[آل عمران: ١٩٥]، والخطاب للمؤمنين فقط، وبقوله تعالى: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا}⁣[الفرقان: ٢٣] أي: باطلاً، فلو كان مسقطاً لم يكن باطلاً.

  قالوا: يفرق في العقل بين من أحسن بعد الإساءة، وبين من أساء ولم يحسن.

  قلنا: يحسن في العقل رد إحسان المسيء الغير المقلع، ومع الرد لا فرق بينه وبين من لم يحسن؛ لعدم حصول ما يستحق به المكافأة، وهو قبول الإحسان.

  ولا تُسقط حسنات الكافر شيئاً من عقاب عصيانه اتفاقاً؛ لعدم حصول شرطها، وهو الإسلام؛ لقوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَاءِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا}⁣[الكهف: ١٠٥].

فصل [في ذكر التكفير للذنوب]

  واكتساب الحسنات من المؤمنين، وآلامهم النازلة يكفر الذنوب؛ لقوله تعالى: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ}⁣[هود: ١١٤]، وقوله تعالى: {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ}⁣[النساء: ٣١]، ولقوله ÷: «إن من موجبات المغفرة إدخالك السرور على أخيك المسلم» ونحوه، وقوله ÷ «من وعك ليلة كفر الله عنه ذنوب سنه» ونحو ذلك مما تواتر معنى كما مر.

  ولا يسقط من ثواب الحسنات بقدر ما أسقطت من الذنوب، ولا يسقط من ثواب التوبة بقدر المعصية، خلافاً للمهدي # وغيره.

  لنا: ثبوت ثواب الحسنات بالأدلة وفقد الدليل على سقوط شيء منه، ولو سقط بها ذنب.

  * * * * *