الكلام في العرش والكرسي
  وبعض الكرامية: بجهة فوق.
  الصوفية: بل يحل في الكواعب الحسان ومن أشبههن من المردان.
  قلنا: الحالُّ لا يكون ضرورة إلا جسماً أو عرضاً، والله تعالى ليس بجسم ولا عرض؛ إذ هما محدثان كما مر والله تعالى ليس بمحدَث كما مر، ولقوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}[الشورى: ١١].
الكلام في العرش والكرسي
  جمهور أئمتنا $ ونشوان(١): العرش عبارة عن عز الله تعالى وملكه، وذلك ثابت لغة، قال ربيعة بن عبيد:
  إن يقتلوك فقد ثللتَ عروشَهم ... بعتيبة بن الحارث بن شهاب
  وقال زهير:
  تدراكتما عبساً وقد ثُلَّ عرشُها ... وذبيان قد زلت بأقدامها النعلُ
  وقال رجل من بني كلب:
  رأوا عرشي تثلَّم جانباه ... فلما أن تثلم أفردوني
  ومعنى قوله تعالى: {وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ}[الزمر: ٧٥] مجاز، عبر الله سبحانه عن تعظيم الملائكة À له أبلغ تعظيم بقوله تعالى: {حَافِّينَ} حيث كان لا يعرف المخاطب التعظيم البالغ في الشاهد إلا للملوك عند الحفوف بها وهي على أسِرّتها، فعبر الله تعالى عنه كذلك.
  وقوله تعالى: {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ}[الحاقة: ١٧]، معناه: ويتحمل أمر ملكه تعالى من الحساب وغيره ثمانية أصناف من الملائكة.
(١) القاضي نشوان بن سعيد الحميري، من العلماء الكبار ولكنه لم ينتفع بعلمه، ورفض مذهب أهل البيت $ وموالاتهم، وقع بينه وبين الإمام أحمد بن سليمان # عداوة ومهاجرة. [من اللآلئ المضيئة بتصرف، انظر إلى كلام الإمام مجدالدين (ع) عنه في كتابه لوامع الأنوار].