الأساس لعقائد الأكياس ط أهل البيت،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

الكلام في العرش والكرسي

صفحة 49 - الجزء 1

  وبعض الكرامية: بجهة فوق.

  الصوفية: بل يحل في الكواعب الحسان ومن أشبههن من المردان.

  قلنا: الحالُّ لا يكون ضرورة إلا جسماً أو عرضاً، والله تعالى ليس بجسم ولا عرض؛ إذ هما محدثان كما مر والله تعالى ليس بمحدَث كما مر، ولقوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}⁣[الشورى: ١١].

الكلام في العرش والكرسي

  جمهور أئمتنا $ ونشوان⁣(⁣١): العرش عبارة عن عز الله تعالى وملكه، وذلك ثابت لغة، قال ربيعة بن عبيد:

  إن يقتلوك فقد ثللتَ عروشَهم ... بعتيبة بن الحارث بن شهاب

  وقال زهير:

  تدراكتما عبساً وقد ثُلَّ عرشُها ... وذبيان قد زلت بأقدامها النعلُ

  وقال رجل من بني كلب:

  رأوا عرشي تثلَّم جانباه ... فلما أن تثلم أفردوني

  ومعنى قوله تعالى: {وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ}⁣[الزمر: ٧٥] مجاز، عبر الله سبحانه عن تعظيم الملائكة À له أبلغ تعظيم بقوله تعالى: {حَافِّينَ} حيث كان لا يعرف المخاطب التعظيم البالغ في الشاهد إلا للملوك عند الحفوف بها وهي على أسِرّتها، فعبر الله تعالى عنه كذلك.

  وقوله تعالى: {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ}⁣[الحاقة: ١٧]، معناه: ويتحمل أمر ملكه تعالى من الحساب وغيره ثمانية أصناف من الملائكة.


(١) القاضي نشوان بن سعيد الحميري، من العلماء الكبار ولكنه لم ينتفع بعلمه، ورفض مذهب أهل البيت $ وموالاتهم، وقع بينه وبين الإمام أحمد بن سليمان # عداوة ومهاجرة. [من اللآلئ المضيئة بتصرف، انظر إلى كلام الإمام مجدالدين (ع) عنه في كتابه لوامع الأنوار].